للعظماء شأنهم المبكر منذ ولادتهم، فكيف إذا كان العظيم هو محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الخلق، وأفضل الرسل، وخاتم الأنبياء، الذي أحاطته الرعاية الربانية، والعناية الإلهية، وهيأ الله له الظروف مع صعوبتها، وحماه من الشدائد مع حدتها، وسخر له القلوب مع كفرها وضلالها.......
ولد صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، حيث فقد أباه قبل مولده، وقد أشار القرآن إلى يتمه، فقال تعالى: { ألم يجدك يتِيما فآوى } (الضحى:6)، وقال أنس رضي الله عنه: ( ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما توفي أبوه) رواه مسلم.
وكان مولده صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم في مكة المكرمة صبيحة يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، الموافق العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة 571م، وقيل إنه ولد في العاشر من ربيع الأول، وقيل في الثاني من ربيع الأول، وقد ولد في أشرف بيت من بيوت العرب، فهو من أشرف فروع قريش، وهم بنو هاشم........
تقول أمه آمنة بنت وهب انها حين ولدته أنها رأت نورأ يخرج منها أضاء لها حتىرأت قصور كنعان...
وكان استبشار جده عبدالمطلب بولادته كبيرا، وفرحه بحفيده كثيرا، وأعلن ذلك بين الملأ من خلال قيامه بالواجب نحو اليتيم، واختياره له الاسم الجميل "محمد" ولم يكن معروفاً عند العرب............
وكانت ولادته عام الفيل، بعد الحادثة المشهورة التي ذكرها الله - عز وجل- في كتابه، قال تعالى: { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل } (الفيل:1)، ويرى ابن القيم أن حادثة الفيل كانت توطئة وإرهاصاً لظهوره صلى الله عليه وسلم، حيث دفع الله نصارى الحبشة عن الكعبة، دون حولٍ من العرب المشركين، تعظيماً لبيته.
وأول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أمه، ثويبة مولاة أبي لهب التي أرضعت حمزة أيضاً، ولما كانت عادة حواضر العرب أن يرسلوا أبنائهم إلى البادية للرضاعة، إبعادا لهم عن أمراض الحواضر، ومن أجل تقوية أجسامهم، وإتقان اللسان العربي في مهدهم، دُفع بمحمد إلى حليمة السعدية من بني سعد، التي نالت الخير والبركة بذلك النبي المبارك، فأمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم السنوات الأربع الأولى من طفولته في صحراء بني سعد، فنشأ قوي البنية، سليم الجسم، فصيح اللسان، جريء الجنان، يُحسن ركوب الخيل على صغر سنه، صلى الله عليه وسلم.
ثم جاءت حادثة شق الصدر، والتي كانت في بادية بني سعد وعمره آنذاك أربع سنين كما ذكر أهل السير، فقد روى مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طَسْت من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَه ـ أي جمعه وضم بعضه إلى بعض ـ ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ـ يعنى مرضعته ـ فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو مُنْتَقِعُ اللون ـ أي متغير اللون ـ قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.
وبهذه الحادثة الكريمة، نال -صلى الله عليه وسلم- شرف التطهير من حظ الشيطان ووساوسه، مع ما حباه الله به من حفظ وبعد عن أدران الشرك وعبادة الأصنام، فكان تهيؤه للنبوة والوحي منذ الصغر.
وبعد هذه الحادثة خشيت مرضعته عليه فأعادته إلى أمه الحنون، كي يلقى الرعاية والاهتمام منها.
ثم ظل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رعاية أمه آمنة بنت وهب وكفالة جده عبدالمطلب ، إلى أن توفيت في الأبواء بين مكة والمدينة، وكان عمره آنذاك ست سنين.
ثم قام بالاعتناء به جده عبدالمطلب إلى أن توفي وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنوات، فوصى به إلى عمه أبي طالب، وظل تحت رعاية عمه إلى قبيل الهجرة بثلاث سنوات.
ولما بلغ الأربعين بُعث للعالمين، بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.
لقد كان مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعثته مولدا لنور الإسلام، وضياء الحق المبين، الذي تبددت به ظلمات الشرك والكفر، وزال به الران الذي طُبع على قلوب كثير من الناس....
فيا عجبأ لمن يستنكر احتفالنا نحن المسلمين بهذا الميلاد السعيد ثم هو منا على هذه الملة وفوق هذا يدعى محبة رسول الهدى؟؟؟؟؟؟؟ فأى حب هذا الذى يدعوه الى دعوته بترك تلك المناسبة الجليلة تمر دون الوقوف على صفحات تلكم السيرة العطرة.والتأمل والتشرب من هذى النفحات الزكية.....
وتظل حياة رسولنا الكريم بكل مراحلها وعقودها مدرسة جامعة وتظل سيرته العظيمة على مر الدهور أرحب من أن تحتويها الأسطر أو كتب ومجلدات تناولت القليل مما حوته أيامه الزاخرة وسنوات عمره العامرة فى عبادة ربه وهداية أمته نحو السراط المستقيم والنهج القويم. دونما هفوة أو زلل(وما ينطق عن الهوى *ان هو الا وحى يوحى) صدق الله العظيم
وللسيرة والذكرى بقايا,,,,,,,,,,,,,,,,,