وثيقة اتهام ضد بص شمبات

احلام الموت واليقظة
وثيقة اتهام مرفوعة نيابة عن ام الحسن بت سعيد من أهالى امبكول ضد بص شمبات .

زول ... اسمو حماد ود سعيد
وطنو الصغير اسمو أمبكول
ميلادو؟ ما معروف متين .. لاكين كبار ناس امبكول
بيقولوا : كان سنة البحر غطي الجروف ....
وسنة المدير .. ميجر صنب زار أمبكول
واتلملموا العمد الكبار وضابحين لهن كمين خروف .....
أعظم تواريخ في سجلات المواليد في الوجود
نوع العمل: أتوفي قبال عشرة يوم ...
في جيبو كانت بس خمسطاشر قرش وحجاب عشان عين العدا
وتلاتة يوم .. زي اللحوم .. خاتنو في التلاجة مجهول الأهل
والرادي .. بعد الكافينول ... يعلن عن الجتة ويقول:
زول بي شنب وخدودو أفقى مفصدة
في الجيب خمسطاشر قرش وحجاب عشان عين العدا
وبعد الشقا ورحلة عذابو من امبكول للعاصمة
راح ود سعيد مجهول مصير
يمكن يكون .... كترة ذنوب ... يتقلى في قلب السعير
ويمكن يكون سارح في رحمة ربو:
نعمة حور حسان وفرش حرير
وانتو اضحكوا .. الدنيا إيه غير المسرات والضحك
وكلام على التلفون مع ست البنات
همسات فرح ... ليل وشوشات
وهديه لي ست البنات قارورة من أرقي العطور
والتانية لى نفسك براك: دمع التمر
تصلب عليهو الليل عشان بيك ما يطول
وانا بعتذر يا أصدقاء: حماد شنو البلدو امبكول
اليفسدوبو الليل وبهجات العمر
: ولزومو إيه لى ناس في غاية الإنبساط
ولزومو إيه لى ناس في غاية انبساط
ذكر أمبكول .. ذكر المساءل الما بتسر
حدثنا عن بهجة مدن:
ترقص على رنة وتر من الفجر حتى الفجر
وخلينا في الزمن البنات .. الدندنات .. ليل الخدر
لاكنى برجع واعتذر يا اصدقاء ....
ما لسه باقية أم الحسن:
اختو اللى من اربع سنين : لابسالا توب واحد وحيد !!
تمشيبو للبكى والفرح .. تمشيبو للجار والبعيد
ووالله في يوم ما اشتكت زي البنات وقالت: قدم .. دايرى الجديد
وكيف تشتكى هى العارفة بين حماد وبين دنيا القروش
تاراً قديم من زمن ابوهو وجدو...
والجد القديم: في لحظة ما بتصادقوا
ويصعب على حماد شقا أم الحسن
يتعب شديد .. يكدح نزيف وبرضو القروش ما يتلقوا
ولما خلاص ضاقت عليهو الدنيا:
باع التور واشترى توب جديد لام الحسن
نعلين جداد .. فركة ام صفيح.
ما كان ضنين حماد ولا استغلى التمن
ولما خلاص شد الرحال:
اداها من باقي القروش اتنين جنيه .. خوف الزمن
حماد طلع .. حماد نزل ... حماد عذابا ضاقو .. بيهد الجبال
"آسفين كتير .. مافيش شغل .. امشي وتعال"
ويمشى ويجى .. ويقولوا بكرة تعال ... وبعدو:
كأنهم بمتحنوا في صبر الرجال
ولما خلاص فضلن خمسطاشر قرش وحجاب عشان عين العدو
الدنيا غنت وزغرتت: قبلوهو فى البوليس نفر
وقالولو : تستلم الشغل آخر الشهر
وفى اللحظة ديك والله لو حماد قدر
كان طار عشان يمشي امبكول .. يدى الخبر
حماد سرح .....
والله يا ام الحسن .... بعد الشقا الشفتيهو ياما تسعدى
والله لاتسقى البهم .. لا تحشى قش
وللونسى والجيران تقومى وتقعدي ....
شطح الخيال:
قدامو شاف ام الحسن متدللة ومتبخترة
وسط البنات في أحلي توب بدل القديم
صبحت عروسة محننة ومتعطرة
وفى اللحظة دى.....
لاقاهو بص شمبات
وحماد طار على الأرض انطرح
والدم بحر سال فى التراب ...
من قلب كان يادوبو محتضن الفرح
والدم كتب فوق التراب ... بحروف مقطعة نازفة دم:
والله يا أم الحسن بعد الش.... تيهو ... تسعدى
والله لا ... بهم ... قش ... جيران تقومى وتقعدى ..
والراديو بعد الكافينول ....
يعلن عن الجته ويقول:
زول بي شنب وخدودو أفقي مفصدة
فى الجيب خمسطاشر قرش وحجاب عشان عين العدا
حدثنا عن بهجة مدن ...
ترقص على رنة وتر من الفجر حتى الفجر
وخلينا فى الزمن البنات .. الدندنات .. وليل الخدر
لا كنى برجع واعتذر يا أصدقاء
ما لسه باقية أم الحسن
اختو اللى من أربع سنين
لابسالا توب واحد وحيد
تمشيبو للبكى والفرح تمشيبو للجار والبعيد
توبا اتهرى ... كمل الصبر ...
ولا بد عشان السترة ... لا بد توب جديد
لا بد من توباً جديد
لا بد من توبا جديد
شان الصبر ما بيبقي توب
ولا بيبقي كسرى ولا ملاح

المبدع ديمى ..سكوتى....الكلام ده كان وين وبتين....ياخى والله خليتنا نعيش
القصة وواقعا....شكرأ كتير

ودكحيل كتب:

المبدع ديمى ..سكوتى....الكلام ده كان وين وبتين....ياخى والله خليتنا نعيش
القصة وواقعا....شكرأ كتير

تسلم ود كحيل .. و العافي تباريك آ يابا تبقالك هدم و سروال و نعلين
دي رائعة عوض فضيل .
ميجر صنب : نعني حاكم صنب و صنب هو الإسم القديم لمنطقة مروي
و قد ورد في الأشعار القديمة :
يا المسوداب أهل القبب
يا رجال الله تقولوا كب
تقلعوا الميجر من صنب
لأنه نصراني قليل أدب

و الميجر هو الميجور هو الحاكم الإنجليزي

من هو عوض فضيل ؟؟
هذا هو الاستاذ والاديب والشاعر : عوض الكريم فضيل حسين ( عوض فضيل)
الميلاد : 31/12/1943
التعليم : كريمة الاولية - القرير الوسطى - بورتسودان الثانوية الحكومية - معهد تدريب المعلمين العالى سابقا ( كلية التربية جامعة الخرطوم حاليا ) 1963 -1967 م
كورس صيفى بجامعة ليدزبريطانية عقب التخرج مباشرة بدعوى من المجلس الثقافى البريطانى على اساس الاستحقاق الاكاديمى .
تخصص :
1/ اساسى : اللغة الانجليزية وادابها وطرق تدريسها
2/ مساند : اللغة العربية وادابها وطرق تدريسها
العمل :
مدرس لغة انجليزية ورئيس لشعبة اللغة الانجليزية فى دنقلا الثانوية 1967 - 1970م بورتسودان الحكومية 1970 - 1974
مروى العليا بنين 1974 - 1978
مدرس مواضيع عالية فى تدريب شركة الزيت العربية الامريكية ( ارامكو) 1978 - 1999 مؤلفات :
1/ صدر له كتاب بعنوان (بدون تابلت ) مطبعة هلا 2007
2/ اعد للنشر بحثا باللغة الانجليزية والعربية بعنوان ( دور الاسلام فى انها الرق )
the Role of Islam in the Abolition of Slavery
3/ يعد للنشر :
1- مجموعة شعرية بالعربية بعنوان ( سفر الزمن الدائرى )
2- مجموعة شعرية بالعامية بعنوان ( حصاد زمن الكلام المر )
3- مجموعة أخرى بالعامية بعنوان ( حماد ود سعيد )
4- بحث بالانجليزية بعنوان ( امومة امريكا المشوهة )
America s Mangled Mothering

منقووووول .

عزف الحزن النشاز

فى أواخر سبتمبر أو أوائل أكتوبر من العام المنصرم 1995م توّجب علىّ أن أصطحب إبنتى من كريمه إلى الخرطوم ... ولمّا كان الحضور للمطار فى وقت مبكر جداّ فلقد تحتم علينا أن نذهب إلى مروى فى عصر اليوم السابق ونقضى الليل هناك حتى نستطيع إدراك موعد الطائرة المزعوم فى الساعة السادسة صباحاً مع يقيننا بأنها لن تاتى قبل العاشرة (هذا إذا جاءت أصلاً)

وذهبت مباشرة إلى هذا المنزل الذى أقضى فيه الليل قبل السفر وهناك كالعاده وجدت أقواماً آخرين عبروا النهر قبلى ليكونوا فى وضع يمكنهم من اللحاق بموعد الطائرة ..هذا بيت يموج بالضيوف وما دخلته إلا تذكرت قول (ود المكى)
روائح الطعام والضيوف ...
من بيوتنا تفوح
وما خرجتُ منه إلا وأنا أردد دعاءاً كان يكرره رجل له فى القلب مقام :
اللهم أجعل هذا البيت عامراً بالدين والدنيا إلى يوم القيامة ...
هذه مقدمة لابد منها لأن ما سأحكيه مرتبط بهذا البيت ممثلاً لكل بيوت السودان ...
جلستُ فى فناء الدار إلى ربة الدار الخالة زينب الزين وإلى إبنها الشيخ حسين وهى توجه الكلام لى ولإبنتى سلمى :

تراهو الحمد لله إخلاص بتى جايه فى طيارة بُكرة وحترجع معاكم .. تبقالكم رِفقه ...
وفى الصباح الباكر إتجهنا إلى المطار وكنتُ سعيداً لأن إخلاص شقيقة الأخ الشيخ سترافقنا مضيفة على ذات الرحلة ...أنا بطبعى شديد الضيق بالطائرات وصالات المطارات والفنادق ... هذه أماكن أحس أننى أفقد فيها خصوصيتى كشخص لاهوية له، ولذا فقد سعدت بوجود (إخلاص) ضمن طاقم الطائرة .. هنا على الأقل شخص واحد يعرفنى ويعرف إبنتى فيخفف حدة الضياع التى أحسها وسط من لا أعرف من الناس ،

وصلت الطائرة بعد الرابعة ظهراً !! وهذا أمر لا غـُبار عليه من ناحية أنه لا يخرج عن طور المألوف ودلفنا فرحين إلى الطائرة لأن غيرنا يمكث مثل مكوثنا فى المطار ليـُقال له ( تعال بُكرة ...) ، حين صعدتُ إلى الطائرة وخلف المضيفة التى عند الباب لإستقبال الركاب رأيتُ ما ملأنى حيرة ... ست (جركانات) من الماء رُصت فى مؤخرة الطائرة !!! أكرر (ست جركانات من الماء) لم أستطع أن أسأل فقد تكون الإجابه من البديهيات التى لا ينبغى السؤال عنها ولذا فقد ألقيتُ الأمر برمته من ذاكرتى فى لحظات وجلسنا إبنتى وأنا فى أول صف فى مقدمة الطائرة وبدأت إجراءات السفر من إغلاق الأبواب وربط الأحزمه ... وسمعنا صوتاً مثل الذى يحدث عندما تحاول إدارة ماكينة سيارتك وبدلاً من أن يأتيك صوت المحرك يجيؤك صوت مزعج ( من الإستارتر) وتتوقف لتحاول مرة أخرى حتى يدور المحرك بعد عدد من المحاولات
الحق أن هذا الأمر حدث مرة واحدة ولم يتكرر ولكن الذى كان واضحاً أن هنالك محاولة لإدارة محرك الطائرة باءت بالفشل محدثة ذلك الصوت النشاز وتوالى المسلسل .. خرج الكابتن بقامته المديده جداً ( لم يكن سودانياً) ومر بين كراسى الركاب إلى مؤخرة الطائرة وسمعت حركة أدركت منها أن باب الدخول قد إنفتح وأيقنت أن الأمر عطل لاعلاج له وأننا سنعود إلى أهلنا نجرجر أذيال خيبة الأمل ... هل تصدقون ما أقول ُ لكم ؟
لقد (والله) رأيت هذا الرجل الخارج من مكان القيادة واقفاً فوق جناح الطائرة .. نعم جناح الطائرة والقوم يناولوه جركانه وراء جركانه وهو يصب السائل على مكان ما بين المراوح والجناح حتى أكمل الجركانات كلها ثم عاد ودخل إلى كبينة القياده ..هل أكرر ؟ نعم لقد صب كل ذلك السائل على المنطقة المذكورة فوق كل جناح من الجناحين وحتى تلك اللحظة لم أستطع رسم صورة واضحة لتفسير ما يحدث .. ثم إستقر الرجل لفترة عشرة دقائق أخرى أدار بعدها المحركات وتوجه بنا نحو الخرطوم ، وفى طريقنا للخرطوم علمت أن هذا إجراء بتكرر فى أيام الصيف مع هذا الصنف من الطائرات الذى ترتفع فيه درجة الحرارة لدرجة أنه لايتحرك إلا بعد التبريد والإنتظار .. لم أجد من أسأله يومها كيف يسمحون لطائرة كهذه بنقل الإنسان ؟ هل أصبح الإنسان هو السلعة الوحيدة الرخيصة داخل المليون حـُزن مربع ؟؟

حين سمعتُ بسقوط طائرة من نفس الطراز (أو لعلها هى نفسها) أُصبتُ بكآبة حادة حين عرفت عدد الذين قـُتلوا فى الحادث المشئوم فى منطقة الشقله ....
لم أتمالك نفسى حين إستمعتُ إلى مذيع الفضائية يذيع أسماء طاقم الطائرة ويردد إسماً أليفاً بالنسبة لى :
المضيفة إخلاص حسين الشيخ .. مر فى خيالى منزل تفوح منه روائح الطعام والضيوف ... مرت علىّ صورة الخالة زينب الزين وهى تحتضن حزناً على أصغر بناتها بعد أن إحتضنته قبلاً على أكبر بناتها ، مر على خيالى وجه أخى الشيخ حسين وأهل البيت ... مرت على خيالى مروى .. مرت على خيالى عشرات سرادقات العزاء المنصوبة لتقبل العزاء فى العشرات الذين ماتوا من تحطم طائرة تصاب بسخانة تقعدها عن الطيران بعد طيران ساعة واحدة من الخرطوم إلى مروى ...
ويا إخلاص عوضك الله عن شبابك الجنة .. ويا ربى هيىء لنا أصحاب رؤوس أموال لهم ضمائر لا يشرون أرواحنا بثمن بخس دراهم معدودة وهيىء لمحاسبتهم من يخاف عذاب يوم عظيــم


عوض فضيل - بدون تابلت

من منا لم يسمع بأغنية ( يا ناس سودان الخير سلام ) التي يؤديها الرائع صديق أحمد ( رَمْيَة ) - فهي تحكي عن شاعرية فذة لشاعرنا الأديب عوض فضيل :

سلام يا ناس سودان الخير سلام
يا ناسًا بتصل الزول حفايا علي حدود السيف
يا ناساً تقاسم الزول شقي عمره ومعاهو تقيف
يا ناسًا فناجرة تمام وياناسًا تمامة الكيف
------
حلف بالله زولا ماهو منكم انتو ندمان في حياتو ندم
وحلف بالله زولا ماهو منكم انتو مقطوع فيهو أي عشم
حلف بالله لو شِلْ قلبي بين ايدي وباريت البلد من جم
اشارك ده وافاكر داك واشارك كل زول في هم
واديكم شباباً لسه بي حمد الله ما اتهدّم
احس بي اني ما وفّيت جمايلكم ولا اخّر ولا قدم
------
اهلي الطيببن نستوني وماظنيت بتنسوني لاني ما نسيتكم وانتو ما ناسين
اهلي الطيبين وليدكم انا الدوام مشتاق
انا ان درتوني سيف تلقوني يابس كَوْ
وإن درتوني مدفع نار بضرب في السوادة تَرَوْ
وان درتوني ساعة الحاجي مابراجاها قولة سَوْ
صنديد للتقيلة بشيلة لو يبقي الحبل في التو
والجزرة التعشي الضيف انزِّلا من عقبة الهَوْ

بدون تابلت لأمدرمانية
31-1-1995م


أمدرمانية تزوجت سنجك خمسمية .... وتسلم سنجك خمسمية برقية بوصول أمه وأبيه للخرطوم للمرة الأولى بعد زواجه وقبل حضورهم كوّن مع زوجته (غرفة عمليات) لإحتواء إحتمالات الموقف وعلَمها كل عاداتهم وما يضايقهم وما يسرهم وعلى رأس ذلك البشاشة والخدمة ( الفندقية) بمقياس القبيلة ولأنها سيدة فـُضلى (ولازم تكون فـُضلى لأنها من أمدرمان قصيدة العشق الروحى التى قضيتُ فيها أخصب سنوات عـُمرى 1963-1967م) فإنها إستقبلتهم فى محطة الخرطوم مع زوجها وفى أمدرمان فى المنزل وقفت على خدمتهم بنفسها وأعدت إفطاراً أمدرمانياً من مطايب الخروف والبيض والجبن والفول وكل ما يخطر على قلبك من مطايب للفطور وجهزت الشاى بالترامس ... ولم تأخذ قسطاً من الراحة بل بدأت فى إعداد الغداء مباشرة من باقى لحم الخروف وما تركت فناً من فنون أمدرمان فى الطبخ إلا مارسته وجاء أهل زوجها وجاء أهلها لإستقبال الحاج والحاجة وأولم القوم (مش بقولوا كده عن الوليمة ؟ ) وليمة كادت تكون لأولهم وآخرهم وحين إنصرف القوم قبل المغيب بقليل مال الحاج على الحاجة وهمس لها :
- والله ماشاء الله (مرت) محمد مرة فالحى خالص ..
- ردت الحاجة أريتا بت السرور .. الكرم والفنجرة وكمان متل الشاى الليلا دا عـُمرى ما شربتــو ،
وعند المغرب نبهها زوجها بأهمية شاى المغرب (باللبن) فى حياة القوم !! وقبل العشاء غاب زوجها وحين رجع وجدها قد قدمت لهما العشاء وأنهما ناما ..
قال لها بصوت بدأ مرتجفاً خوفاً من مصيبة : قدمت ليهم شاى أحمر بعد العشاء ؟ قالت هم بيشربوا الشاى الأحمر بعد العشاء ؟؟ نظر إليها زوجها بحزن بالغ وقال: يا خسارة تعبك طول النهار يا سوسن ،،، طيب يا سوسن هم إتعشوا لى شنو ؟ هم إتعشوا عشان يشربوا الشاى الأحمر بعد العشاء ... يا خسارة تعبك طول النهار يا سوسن ...

فى الفناء الآخر كان الحاج يتونس مع الحاجة : والله (مرت) محمد دى فالحى خلاص .. ثم صمت قليلاً وأردف بس نقصت خدمتها .. ما جابت الشاى مع العشاء .. لكن بتتصلح ،،،
هنا نسيت الحاجة كلامها السابق والذى قالت فيه ( اريتا بت السرور) وقالت لى حاج أحمد : والله ما عندها عوجى يا حاج أحمد .. لكن المرة الما بتجيب الشاى الأحمر مع العشاء تصليحها قآآآسى ...هى أصلها قايلانا إتعشينا لى شنو ؟ مى عشان نشرب الشاى .. هو العشى بلا يعقبو شاى أحمر فايدتو شنو؟؟ غايتو الله يصبرنا يا حاج أحمد .. الولد أنا كنت دايرالو بت عثمان أخوى .. يجى يعرس فى أمدرمان ؟ ياها القسمه يا حاج أحمد .. الله يصبرنا يا حاج أحمد !!!

عوض فضيل

عاشا تكون هناك راجاك
الثلاثاء 21/5/1996م

صباح العيد ... رن جرس الهاتف ، أصبح العالم (قرية صغيرة) ترسل أحزانها فى كل الإتجاهات بسرعة تملأ الإنسان بالرغبة فى النسيان .. نسيان كل شىء
يذهب بى الخيال غير الملجم فى كل إتجاه إلى أزمنة لم أكن شاهدها وإلى أزمنة كنت شاهدها وليس أقسى من حصار الذكريات الجميلة لحظة الحزن العاصف ..
فى يوم من صيف عام 1943م دخل الصبى (وقتها) على عمر (كيكة) دكان خاله شيخ الصياغ وهو يلهث ويضحك مستبشراً :
- يا خالى عاشة ولدت !!
ويتهلل وجه الأب الورع الكريم حد الإتلاف النهائى للمال (فى وقت لاحق تبرع بمنزله الذى يقطنه لتفتح فيه على عجل المدرسة المتوسطة !! ) تهلل الأب وعمّ الخبر مدينة كريمة ونواحيها

كان ذلك يوم وضعت عائشة بت أبو القاسم من جريف نورى ولدها أحمد ...
ترتفع دقات قلبى وأنا أخترق الأزمنة محترقاً بنار التذكر والعجز عن الإمساك بالذكرى .. يحتفل القوم بزواج عثمان فرح الأخ الأصغر لأحمد فى يوم الخميس 1/7/1971م ويتجلى أحمد ويمسك بالعود ويغنى رائعة الأستاذ حدربى محمد سعد :

أغنيلك واصفقلك
وأدق طنبورى انقرشلك

ثم حين يصل المقطع الذى يقول :

تفرح أمى فى بيتا
يجيب الناس زغاريتا

عندها يتجه نحو أمه عائشة ويحتضنها فرحاً ويجعل مطلع المقطع خاصاً بها وحدها دون جميع أمهات العالمين :

تفرح عاشه فى بيتا
يجيب الناس زغاريتا

تقول جارتنا نقــّيتا (يعنى إنتقيتها - تعنى العروس )
سمعتو أنا عجبنى وجيتا
كدى اللاخدلى زِغريته

ويضج المكان (بالزغاريت) وتفرح عائشة فرحاً ببعدين : فرح بإبنها العريس عثمان فرح وفرح بإبنها أحمد هذا الذى يغنى مشاركاً أخاه الفرح حتى ليكاد من الفرح أن يدمر حباله الصوتية ... تفرح عائشة فرحاً يذهب بها إلى حد البكاء فقد كانوا جميعاً يفتقدون فى هذا اليوم الرجل الورع المتلاف إذ أنه كان قد رحل قبل هذا اليوم بزمن ليس بالبعيد .. فرح ود حـُمـّد (محمد) بك ن الذى منحنا الله عبر ذريته فى من منح هذا (الأحمد) زول سمح الصورة والمعشر .. الفنان أحمد فرح أو أحمد ود عاشه كما كان يحلو له أن ندعوه حين كان يعود ظامئاً من الخرطوم إلى أُمـّيه :البلد وعاشه بت أبو القاسم
ندلف إلى داره ، محمود مدنى وأنا ونطرق الباب فيخرج علينا الوجه الصبوح وندخل لنجد عنده الأستاذين محمد وردى وحسن بابكر ومجموعة من العازفين وأهل الفن وينساب التوقيع لأغنية من كلمات الراحل المقيم إسماعيل حسن (ود حد الزين)

والدليب إن دق بسمعو فى مساوى
والطنابير الترن

ويدخل الأستاذ وردى يعزف على الطنبور عقب كلمة ( ترن) ويصمت الناس والآلات ... ويصمت الصمت ذاته حتى يعود الأستاذ وردى بطنبوره إلى مسار الأغنية ويرتفع فوق سماء الديوم صوت أحمد وطنبور وردى والطنابير الترن تروى الحكاوى ... يا حليلك يا بلدنا
وأخرج فى نهاية المطاف ممتلئاً بثلاثتهم وردى وحسن بابكر وأحمد وفى دواخلى رغبة عارمة فى أن يدخل الله ثلاثتهم فى مسارب روحى لأقف فى ميدان عام وأغنـّى للناس دون توقف حتى يعانق الغناء خـُطى السابلة وأردد فى نشوتى بيتاً من رائعة اخرى لإسماعيل حسن غنـّاها أحمد :

عيونك زى لبن
حالبنو فى الفرقان (مساكن البدو)
لعشوة ضيف
لأول مرة أشوف لى عيون
تنادى الزول تقولو أقيف !!

هذا القلب الممتلىء بالحنين والحنان .. عام 1984م وبعد أن تفرقت بنا السـُبل عشر سنوات عرفت مكان وجوده وهاتفته ولأنى أعرف أنه يظل نازحاً خوف أن يضعف الحنين إرادته على البقاء فى الغربة حتى يكمل ما يريد ...:
- يا أحمد .. عشرة سنين ما نعرف عنـّك حاجة ؟؟
ويرد فى صوت أعرف منه أن مجرد سماع صوتى قد نقل إليه ذكريات الأربعين عاماً من عمره وقتها وكانت بينى وبينه بضع الآف من الأميال ... عرفت كيف أعزف على حنينه أسمعته التسجيل الأول لأغنية من ألحان الأستاذ حسن بابكر عام 1968م وبصوت أحمد نفسه :

قولولى كيف فى بـُعدى يا خلانى أخبار البلد
مين الوراى ... أصبح سعيد ..
بى ريد جديد ... دابو إتولد
رغم الحنان الفيهو عايش
برضى حاسس بالألم
رغم إخضرار الحرف فى دنيانا
لا زال زادى هم
أنا فى بعادى عن الديار
يغمرنى إحساس بالعدم

- فى اليوم السابع لهذه المهاتفة طرق بابى طارق وحين خرجت من البناية الداخلية إلى فناء الدار وجدت أحد زملاء الغربة يقف عند باب الحوش من الداخل فى إنتظار خروجى وحين رآنى قال لى : عندك ضيف هنا ....
- وفتح الباب !! لقد كان أحمد بلحمه وروحه الشفافة يحمل فى يده العود وقد أرادها مفاجأة فما قال لى أنه قادم لزيارتى ولكنه على أية حال قطع الآف الأميال على طائرتين وهاهو أمامى ... وقفنا على مسافة من بعضنا مشدوهين لثوانى والصديق الذى لقيه ينظر إلينا فى إستغراب وكان أحمد قد أخبره أننا ما إلتقينا منذ عام 1975م ولدهشته رأى احمد يمسك بالعود وهو فى مكانه وأنا فى مكانى ويغنى من كلمات إسماعيل ود حد الزين (يرحمه الله)

وليداتك بـُعاد فى الغربة يابا
صغيرونن كبر والليله شابا
عزاهو غناهو فى وتر الربابه
طريت القلعه شبيت فوق هضابا
وفوق واطاتا جرجرت الكتابه
طريت حبوبتى لمّا تقولى يابا
وكليمات واشريرى واكنـّانى ويا خرابه
وتكبر يا الخزين دخرى الغلابا

- ونعانق بعضنا ونجهش بالبكاء ويبقى أحمد معى خمسة عشر يوماً ثم يودعنى عام 1984م وداعاً حاراً بصورة غير عادية ....

- يوم الأحد 28/4/1996م رن جرس الهاتف فى منزلى ... أصبح العالم قرية صغيرة ترسل أحزانها فى كل الإتجاهات بسرعة تملأ الإنسان بالرغبة فى النسيان .. نسيان كل شىء .. أرفع السماعة وأتلقى النبأ ....توفى أحمد فرح محمد بك فى طرابلس ليبيا صباح العيد ...نظرت إلى سماعة الهاتف وأعدتها إلى مكانها ... ما بكيت ..فقط تذكرت كلمة (إسماعين) فى رثاء حد الزين ... تخيلت أحمد مع حد الزين وجمال الباشا والشاعر حسونة ... أحمد يتوسط عائشة بت أبو القاسم وفرح ود حـُمـّد بك وتخرج منى كلمات (إسماعين)

جمال الباشا تتلقاكا
فى سوق المقل فارشين
وحسونه ينقرش الطنبور
حسار الأخرى زادو حنين


ويا أحمد عليك السلام منذ ميلادك حتى النشور ... وقوم روح ...عاشة .. تكون هناك راجاك



عوض فضيل
بدون تابلت (160)

السايقى واصلى
22/11/1994


لو لم تكن الكتابة بالعنوان أعلاه لكان عنوان هذه المفكرة (سنجك خـُمسمبة) وكلمة سنجك تطلق على المفرد ( المذكر) من الشايقية وجمعها (سناجك) وليس لها مفرد أو جمع للمؤنث ، فما سمعتُ فى حياتى شخصاً ينادى إمرأة ( سنجكة أو سنجوكة) ولا جمعها من النساء يا (سنجكات أو سنجوكات) وليس هذا تقليلاً من شأن نساء القوم ولكنه إثبات لأمر لغوى بحت ، فأنا اعلم انّ واحدة من نساء القوم قادرة على إشعال نار حرب كما فعلت مهيرة بت عبود ! وهذا توضيح لابد منه للحفاظ على ذاتى الفانية لأطول ما أستطيع من زمن !! ونترك سنجك وننتقل لمعنى التعبير (سنجك خمسمية)

الذى أفهمه أنا أن التركيبة تعنى أن السنجك المعنى بالأمر (سنجك أصلى ) كقطع الغيار اليابانية وليس تقليداً !! أما لماذا عدد خمسمية بالذات فالمتواتر عندى " والله أعلم " إن قطارات الزمان كانت تحمل أرقاماً من " ميتين فما فوق " وحين جاء المرحوم مبارك زروق بقطارات فخمة بمقياس ذلك الوقت حملت الرقم خمسمية .. وواحد .. وإتنين ، وهكذا ولذا أصبح إطلاق الرقم على السنجك يعنى الجوده النوعية والله اعلم ! ( وقيل أنها تطلق على قائد مجموعة عساكر فى التركية )..

قبل أعوام دون أصابع اليد الواحدة تقطعت بى السبل فى كريمة بسبب الأمطار التى أغلقت الطرق البرية "وعطنت" مطار مروى حتى أنه لم يعد قابلاً لهبوط سرب من الجراد عليه وأبرقت أصدقائى فى الخرطوم عن طريق أحد البنوك ليخطروا جهة عملى خارج الوطن بتقطع السبل بى فى كريمة ثم رجعت إلى بيتى واتكأت على جوال كامل من البلح البركاوى حتى صباح اليوم التالى والله أعلم بالمراد !! فى العاشرة من صباح اليوم التالى فوجئت بواحد من أعز أصدقائى قادماً من الخرطوم على صهوة بكس هايلكس - يازول إنت جيت فى المطر ده كيف ؟ إستلمنا إشارتك فتوكلت على الله وجبت معاى الخبير دا ( يعنى واحد من بدو الصحراء ) ومشينا بعيداً من الشارع حتى نزلنا مروى وطلب منى أن أقوم وأجهز نفسى وعائلتى فى التو واللحظة وقد كان !! وتوكلت على الله ومعى زوجى ( المصحح سيغيرها إلى " زوجتى " فهو يغير كلماتى أحياناً تغييراً غريباً ، فلقد كتبت مرة فى إحدى قصائدى "تنعس عيون حبوبة " يعنى يصيبها النعاس ود عم النوم .. كتبها "تنفس عيون حبوبة " مما جعلها تشير إلى علاقة ما بين عيون حبوبتى والإطار الذى يخرج منه الهواء !)

فى محطة القبولاب (منتصف الطريق ) وجدنا عددا من الناس ومعهم سيارتان وهم جميعاً فى حال يرثى له فقد ظلوا هناك منقطعاً بهم فى هذه الصحراء الشرسة أربعة أيام بسبب المطر وسيلان الوادى ، ونفذ الزاد إلا بعض التمر ، وعبروا عن دهشتهم لمقدمنا من إتجاه ما عهدوا سيارة تأتى منه فأشرت إلى الخبير الصامت الذى إبتسم إبتسامة مقتضبة ثم عاد لصمته ..

إنفرد صديقى "بالخبير " هنيهة ثم أخبرنى أنهما سيغيبان عنـّا لبعض الوقت وقد كان .. بعد بعض ساعة عادا يحملان فى العربة خروفاً ذبحه البدوى الخبير وتعال شوف لك جنس شية وأكل مع زيفة الخروف !! وبعد العشاء إعتلى صديقى كعادته فى كل أسفارنا الخلوية "صهوة" صندوق البكس ثم قال للقوم : يا أخوانا .. إن شاء الله بعد صلاة الصبح إذا عايزين تبارونا تختو الرحمن فى قلوبكم .. ونتوكل على رازق الدودى تحت الحجر .. (يعنى الذى يرزق الدوده تحت الحجر) وما أكضب عليكم الدرب الماشين بيهو دا مقطوع ومسجم ومرمد ... لكن السايقى بإذن الله واصلى !! ثم رقد على صندوق البوكس وخلف رجلاً على رجل واشعل سيجارة وطلب من المساعد أن يدير مسجل العربة وانطلق الغناء :
لا شوفتا تبل الشوق ولا رداً يطمن
أريتك تبقى طيب إنت أنا البى كلو هين !
ونام فوق راس البوكس حتى مطلع الفجر حين أمسك بمفتاح حديدى وضرب به على حديد الصندوق : يلا يا أخوانا الصلاة عشان المشى بالبروديى سمح ( البرودية .. يعنى الجو البارد ) ثم عاد لوضعه وأشعل سيجارة صباحية !
بعد الصلاة مال نحوى رجل تسامرت معه ليلاً قرب عائلتينا :
- إنت صاحبك دا من وين ؟
- من الخرطوم .
- لكن كلامو مو كلام ناس الخرطوم !!
_ أيوه
وأفهمته أن الأخ من مواليد كريمة 1949م وظل بها حتى إضطرته أعماله التجارية للإقامة بالخرطوم منذ عام 1983م ولكنه ظل طوال هذه المدة لا يغيب شهراً واحداً عن كريمة وهذا هو سر معرفته بالطريق والبدو وسر إقتنائه البكسى رغم عدم حاجته له فى الخرطوم ...
- الزول دا سنجك خمسمية إشترى خروف للناس المقطوعين فى الدرب ودلوكتى عاوز يتحمل مسئولية مشيتهم وراهو لكن فى حاجة محيرانى ، ولم أتركه يكمل ...
- تقصد إنو صحانا للصلاة ورجع رقد تانى !!
- أيوه .. ناديت صديقى الذى جاءنا وكأنه أدرك بحاسة سادسة ... قلت له الزول دا مبسوط منك جداً وقال إنك سنجك خمسمية لكن فى حاجة محيراهو فيك !!
ضحك ضحكته التى أدمنتها ستة وثلاثين عاماً ثم قال :
عارف .. ونظر إليه الرجل مندهشاً فأردف :- عاوز يقول إنو ليه زول كويس زى دا ما يصلى ... (لم يكن يعلم أنه مسيحى ) ثم مال نحو أذن الرجل وقال هامساً :-
- أنا قاعد أقول ليكم صلو معاى يوم الأحد ؟
واتسعت حدقتا الرجل من الدهشة وقال : إنت الزول دا ... إنت الزول دا .. ؟
- ولم أتركه يكمل ...قلت له : أيوه الزول دا مسيحى .
أمسك بيد صديقى بود غامر وقال بأدب غير متكلف :
- معليش ياخى ... والله ما كنت عارف .
ضحك صديقى ضحكته التى أدمنتها ثم قال :ما فيها حاجة كثيرين بيسألونى وبجاوب
- نظر إليه الرجل مرة أخرى ثم قال : والله برضك سنجك خمسمية .
- ثم ختينا الرحمن فى قلوبنا وإتوكلنا على رازق الدودى (الدودة) تحت الحجر فى درب مقطوع ومسجم ومرمد .. لكن السايقى واصلى بإذن الله ! (يعنى التى تسوق أو تمشى لابد أن تصل )
ومتعك الله بالصحة والعافية يا رفعت إبراهيم بيباوى يا من علاقته بأهل كريمة فرداً فرداً لعقود من الزمان تقف شاهداً على تعايش الأديان دون مؤتمرات وحوارات وتدخل حكومات


عوض فضيل ..

تابلت الخروج عن الخط
(1)
الأحد 5/9/1995

(أ)
كان ذلك عندما كانت الأرض تتعلم لتوها كيف تأخذ زينتها ولكن تلك قصة أخرى ... كان عم عبد المجيد قد تخطى التسعين من العمر وقتها وكان قد جلس فى حوض البرسيم ومد رجليه أمامه وهو (يحش) البرسيم ... لم يكن بوسعه فى هذا العمر أن يجلس على قدميه كما يفعل المزارعون الشباب حين (يحشون) البرسيم فقد أخذت الرطوبة من قوة قدميه وساقيه ما أخذت وحين إنتهى من جمع ما يكفى من البرسيم علفاً لبهائمه أراد أن ينتصب واقفاً ولكنه عجز عن الوقوف ..
كان عبد العزيز ود عبد الله ( إبن اخيه) يقف إلى جواره فمد يده ليساعده على الوقوف ولكنه شكر عبد العزيز وطلب منه أن يتركه ليتصرف لوحده دون مساعدة من أحد ... مد جسده أفقياً على الأرض ورقد على ظهره ثم تدريجياً مال ورقد على جانبه الأيسر وجسمه ممدود تماماً حتى أكتملت دورة التقلب وأصبح راقداً فى حوض البرسيم على بطنه ثم تدريجياً رفع الجزء العلوى من جسده وسنده بيديه ثم جر رجليه الواحدة تلو الأخرى وسند أسفل جسده على ركبتيه ثم حرك يديه حتى إنتصب الجزء العلوى من جسده ثم سحب رجله اليمنى حتى أصبحت قدم الرجل اليمنى فى وضع أفقى وبالتدريج بدأ يقف وقد اخذ زمناً طويلاً ولكنه إنتصب بطوله الفارع فى نصف حوض البرسيم ..
قال عبد العزيز :
- يا عمى التعب دا لزومو شنو ما دام أنا جنبك وممكن أسندك بى إيدى اوقفك على حيلك ؟
قال الرجل الذى فيه حكمة الشجر القديم فى منابع السيول كما عند سند :
- دا من باب الإحتياط يا عبد العزيز يا ولدى بيجى يوم وأكون براى فى وضع زى دا .... البيرفعنى منو ؟؟

(ب)


وكانت الأرض تتعلم لتوها كيف تأخذ زينتها .... وكانت لفافة التبغ الواحدة بقرشين ونصف القرش ... يوم السوق وأحباب الليل فى المدينة قصدوا القصـّابين اللى هم الجزارين فى الصباح الباكر بحثاً عن (أم فتفت) التى لا يأكلها القوم إلا صباحاً باكراً !! ..لحماً طازجاً يأكلونه بمنتهى التلذذ ... الله يقرفكم ويقرف يومكم ...
وعم عبد المجيد فى مشيته الوقورة يقترب من الجزارة فيصمت صعاليك (أم فتفت) ويسكت القصـّابون الذين هم الجزارون .. صمت الجميع إلا واحداً كان (ضارب غلبة) مع أحد أصدقائه القصـّابين الذين هم الجزازير وفى بعض الروايات ( الجزارين)وحين أبصر الجزار عم عبد المجيد يقترب من الجزارة أشعل تحت الطربيزة سيجارة وناولها لصديقه (العامل غلبة) وبدأ صاحب (الغلبة) يدخن منتشياً دون أن يلتفت إلى الوراء ... وإذا بيد عم عبد المجيد (الذى هو والد صاحبنا ) تهزه من كتفه والتفت ليجد عبد المجيد وراءه وهو يقول : لمـّا تخلص من الجزارة تعال لى قدام دكان فرح الصائغ ... أنا عاوزك .... ولمـّا كان القوم زمن كانت الأرض لتوها تتعلم كيف تاخذ زينتها لا يدخنون أمام كبارهم فقد ألقى صاحبنا بالسيجارة التى هى لفافة التبغ وظن أن عم عبد المجيد لم يره ، ولكن عم عبد المجيد رآه لأن الأرض آنذاك كانت ( يا دوب) تاخذ زخرفها .... إنحنى عبد المجيد بكل سنوات عمره والتقط السيجارة من على الأرض وناوله إياها وقال : خـُد كمـّل مزاجك يا ولد وتعال لى عند دكان فرح الصائغ ولما كانت الأرض (يا دوب) تتعلم كيف تاخذ زينتها فإن (الولد) لم (يكمل مزاجه ) وإنما إنصرف إلى حيث طـُلب إليه أن يذهب بعد أن نظر إلى صاحبه الجزار الذى ناوله السيجارة والتى هى لفافة التبغ لزوم (المقلب) المطلوب أمام حكمة الشجر القديم :
بالله إنت ما دام شايف أبوى جايى لزومو شنو تدينى سيجارة ؟ ... إنتو مالكم جزارين أولاد (......) كده ؟؟ وأصبح شعار سوق الخميس فى حالات الخسارة وعدم خشية العواقب بعدها (ما قاله عم عبد المجيد لإبنه ) قدام دكان فرح الصائغ :

القرشين ونص راحن راحن طافيها ليه ؟؟

ثمّ أخذت الأرض بعض زخرفها وجاء زمن الأحداث الجسام جداً .. بدأت الضربات تغزو ليل المدينة الريفية وقـُراها .. فى برد الشمال القارس الذى يحدث صفيراً حين يمر عبر شقوق النوافذ الخشبية وكأنه يعلن عن وجوده ، فى هذا البرد بدأ بعض الفتية يمارسون طقوساً غريبة ناتجة عن تخلفنا حتى نخاع عظمنا ... يترك الواحد حلقة (الليلية ) فى مكان ما ثمّ يجرى ويلقى بنفسه فى ماء النهر بملابسه فيدركه القوم ويخرجونه ويتحلّقون حوله كأنه عائد لتوّه من رحلة إلى كوكب المريخ !!
ثم كان يوم أن عادت أرضنا إلى نفسها عبر كلمات عم عبد المجيد ... أحد الفتية أسرّ إلى إخوته فى (ذات الشغلانة) أنه قرر أن يعتلى داخلية طلاب المعهد ويطير !!وساعدوه على الصعود وسحبوا السلم بناء على رغبته وذهبوا ينشرون الخبر فى السوق حتى إجتمع السوق كله تحت الداخلية ينظر إلى (الولد) الذى (هناك فوق) يريد أن يطير !!!
وتكاد تسمع وجيب قلوب القوم فى إنتظار الحدث المدهش وقائد الكتيبة إياها .. يمارس طقوس تخثر طبعه ويقول لتلميذه : يا شيخنا أكبر .. لا يجوز لك البوح بالسر !! ويصر شيخنا على البوح بالسر والطيران !! والشيخ يتوسل ويطلب من الناس أن يتوسلوا (للفتى الشيخ) أن (يكبر) وأن يتنازل والفتى الشيخ يصر على موقفه .. الموقف يزداد توتراً والفتى الشيخ يزداد إمتلاء بوهمه ... وعم عبد المجيد يقترب ... رفع عصاه مشيراً إلى (الولد) قائلاً : ياآآآولد بطل مسخرة تعال نازل ، رد (الولد) : فى حالته الهستيرية : أنا عاوز أطير !!
والشيخ يتوسل إليه ألا يفعل !! هوت عصا عبد المجيد على رأس الشيخ الذى على الأرض يتوسل ثم نظر إلى (الذى فوق ) وقال له : إنت قلت عاوز تطير ؟ فلمـّا جاءه الرد أن نعم ، رد عليه : طير الله لا رجعك يا بهيم ، وعاد (الفتى الطائر) إلى حجمه .... وبدأ البحث عن السلم وكيفية النزول وفى إنتظار وصول السلم كرر عم عبد المجيد : طير !! منتظر إيه يا بهيم !!! ومن يومها بدأت الأرض هناك تأخذ زينتها بالتدريج وتنظر فى إستخفاف إلى كل (الطيارين ) وتردد طير ... الله لا رجعك يا بهيم ... منتظر إيه يا بهيم ؟ ثم يمور رحم الأرض بالدعاء ... الله يرحمك يا عم عبد المجيد ود طه ود رحمة ....

محمود ادريس محمد على كتب:

ياسلام ياابو علوه تسلم وبسلم يراعك -- مزيدا من ابداعات هذا الفضيل الجميلِ

تسلم المحمود و كل عام و انت بخير و الوليدات
و خليك قريب ..

الخيل تجقلب
(1)
الأحد 28/5/1995م
a


نتركها هكذا ... العمدة .... دون تحديد لمكان حتى لا تطالنا تهمة العنصرية ، أمـّا الزمان فلا بأس من ذكره فقد مات الرجل قبل أن أُلد أنا !! متين ؟ لا أرى داعياً للإحراج فقد ذكرت ما يفيد عدد سنوات عمرى أكثر من مرة من منبر هذه الصحيفة وللذين لم يصادفهم هذا الأمر أقول أنى أبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً ونصف العام وللذين يعرفون : أقول : ( يا عوض .. الرماد كال حمـّاد !!) ، وحمـّاد هذا رجل سىء الحظ والسمعة معاً فإن القوم حين يريدون وصف الرجل كثير الإدعاء دون أن يؤدى عملاً مـُدّعياً لنفسه فضل الآخرين .. يقولون ( الخيل تجقلب والشكر لى حمـّاد)
أما كونه سىء الحظ فقد جاء فى قصيدة كتبتها عام 1970م بعنوان ( حماد ود سعيد) ، ولأن الزمن لم يكن زمناً سعيداً فقد قمت أنا ( بقتله ) يوم تسلم وظيفته فى البوليس تحت عجلات بص شمبات ... أصلو حمّاد دا حكايتو شنو ؟
هذا العمدة مات قبل أن ألد ولكن لأنى كنت شديد الإلتصاق بأبى وأمى بسبب إنى (وليدن الويحيد ) فقد سمعت منهما أدق تفاصيل الحياة فى قريتنا ومسألة (الولد الواحد) هذه ليست فيها إدعاء بصلة حميمة بينى وبين تنظيم الأسرة وعدد الأطفال ، ولكن يبدو أننى لم أكن من (النوع الذى يعجب) أو يثير رغبة فى إنجاب بشر آخرين بذات المواصفات .. خلاص إرتحتو ؟؟
وحكايات هذا العمدة فيها من الحكمة ما يبرر كتابتها فقد كان الرجل أميراً فى قومه .. ولهذا ما رآه أحد قط غاضباً طوال حياته ولكنه كان ينفذ رأيه بذلك الهدوء القاتل الذى ينبغى أن يتوفر لرجل ولى أمر جزء من قبيلة مقاتلة كما يقول المؤرخون ..
(warrior tribe) رجلان من أهل القرية تشاجرا فى الأرض الزراعية حين زرع أحدهما شتلة نخيل قرب الحد الفاصل بين أرضه وارض المزارع الآخر الذى إعترض وطلب منه زراعتها داخل أرضه ولكن الآخر رفض وكال للآخر شتائم من نوع سودانى خالص لايشاركنا فيه أحد من العالمين !! وعندها هدده الرجل الآخر بأنه سيشكوه للعمدة الذى كانت محكمته منعقدة فى ذات اللحظة ولكن الرجل تمادى وكال من ذات نوع الشتائم السودانية لأم الرجل وأم العمدة كمان !! فما كان من الرجل الآخر إلا أن ركب حماره وانطلق إلى دار العمدة حيث كانت محكمة العمدة تنظر بعض القضايا ..
ودخل الرجل محكمة العمدة منفعلاً مما إضطر العمدة لإيقاف إجراءات المحكمة واستمع للرجل الهائج ...
- الليلة يا عمدة البلد خربت ... فلان ود فلان .. ( ثم حكى القصة كلها ) ثم ختم كلامه قائلاً :-
وبعدين يا عمدة لما قلت له بشتكيك للعمدة لا خلا امى ولا أمك ، ثم قال للعمدة الشتيمة بألفاظها !!!
- طلب العمدة إحضار الرجل الذى جاء يمشى الهوينا فى تكبر ظاهر فقد كانت ( نفسه عاجباهو حبتين ) رغم فقره .. قال له العمدة : مالك يا فلان ؟
وحكى له الرجل ما حدث معلناً رفضه بأن يتم تهديده بالعمدة أو مفتش المركز !! وقال الكلام كله ! ولم يظهر العمدة غضباً رغم أنه كان ( يقول العارفون) يغلى بالغضب من الداخل !!
وبدأت المحكمة أو المحاكمة .. لا أعلم وبذات الهدوء القاتل قال الرجل :
- أنا غايتو فى شتيمة أمى متنازل وعافى منك لوجه الله ... لاكين فى زراعتك الشتلة فوق الحد وفى شتيمة أم الراجل دا (طبعاً دا كان بعد التشاور مع شيخ البلد وباقى الشيوخ) ... أنا فى الإتنين ديل حكمت عليك بخمسة ريال غرامة أو شهر سجن !!
(مقاطعة ضرورية ) : هذا المبلغ خمسة ريال مجيدى (أبو عشرين قرش) ولصغار السن أقول ستعرفون فداحة هذه الغرامة حين أحكى لكم قصة ريال مجيدى آخر !!
فى هذه المرحلة يكفينى أن تعلموا أن البلد كلها عجزت عن دفع هذه الغرامة حتى تعهد بدفعها أحد العساكر الهجانة الذى جاء من مصر فى إجازته التى إضطر لقطعها والسفر بعد تعهده ليجمعها من جميع العساكر والهجانة من أفراد القبيلة فى مصر !!
والحكمة هنا ليست فى التفاصيل السابقة دقيقة كانت أم لم تكن ، لكن الحكمة فى سر تنازل العمدة عن حقه الشخصى فى الإساءة لأمه من واحد من الرعية !!
مال العمدة على (كاتب المحكمة ) بلغة العصر وقال له : إنت عارف أنا إتنازلت ليه؟
عشان ما يتكتب فى الورق دا الماشى للخواجة (مفتش المركز) إنو فى واحد شتم العمدة شتيمة زى دى ، معناها إنو العمدة هان على أهله وبقى ما عندو قيمة !!
لاكين على الطلاق أنا أخدت حق أمى وحق أم الراجل الشاكى وحق حريم البلد كلهن حتى اللسع فى بطون أماتن (أمهاتهن ) !!!

الخيل تجقلب
(2)
الأحد28/5/1995م


ذهب رجل من أهل ذات البلد إلى مكان بعيد من القرية إعتاد الذهاب إليه فى العصر يومياً حيث يملأ بطنه ورأسه بما لم يكن يسمح به داخل القرية ثم بعد (تمام الكيف) إمتطى صهوة حماره الأبيض وسار من (فوق) ناحية القرية وهو يغنى :

إن (فرحنا) نقول يا قوى
وإن مرضنا نقول يا قوى
العارفى مربطا ما بتتلوى


وأترك لفطنة القارىء إدراك نوع هذا (الفرح) ومن أراد أن يستبدلها بكلمة تدخل فى إطار ذات (التفعيلة) فعليه أن يفعل ذلك على مسئوليته الشخصية !!
(أها .... أنا غلطان يا ناس المنتدى ؟) أما بخصوص ترجمة العارفى مربطا ما بتتلوى فإن الرجل يعنى انهم ما داموا يعتمدون على (القوى ) فلن يصيبهم ضرر فهم فى مثل هذه الحالة مثل الدابة التى تدرك وضع ( مربطها) بحيث تتجول فيه بهذا الإدراك ولا يحدث للحبل الذى فى رجلها إلتواء لحسن تحركها داخل المربط (بالله إيه رأيكم فى الترجمة دى ؟)
ثم ثانياً أنا ذاتو ما عارف أرجع للموضوع كيف ؟ ، فأنا ممن ينطبق عليهم القول وأرجو ألا تمارسوا إحراجى بالسؤال عن القائل (فأنا نسيت أكثر ما قرأت وكتر خيرى فى حفظ البيت ذاتو !! )

وذو الشوق القديم وإن تعزى ..... مشوق حين يلقى العاشقينا !!

يعنى هسع واحد رجع من (وراء الحلة ) للحلة مبسوط أربعة وعشرين قيراط .. يعنى أنا إتذكرالحاصل كيف ؟؟ لكن إحترامى لقراء يمنحونى فوق ما أستحق من الإحترام يجبرنى على السير بكل (التوابلت) فى الدنيا لأصل بالأشياء إلى نهايتها المنطقية ...
بعد توقف أرجو أن تسمحوا لى به فقد شرفتنى السيدة الفضلى أم أحمد من السعودية مرتين ... مرة حين أشادت بما أكتب وفى ذات الإشادة شرفتنى مرة أخرى حين جاءت إشادتها بما اكتب فى إطار حديثها عن إكمال الخرطوم (الجريدة) عامين ووضعتنى بين رجال هم عندى من ذوى الفضل والعلم وهم تحديداً :

د.خالد الكد
د.محمد عبد الله الريح
الشاعر الرقيق الصديق والزميل محمد سعد دياب


وفى ضوء شمس العصر رأى الرجل شيئاً يعكس أشعة الشمس فنزل من على (صهوة) حماره الأبيض ليجد ريالاً مجيدياً يلمع !! حمل الريال وذهب مباشرة إلى بيت العمدة سالف الذكر !!! قال الرجل للعمدة بلا مقدمات :
يا عمدة أنا لقيت الريال المجيدى دا جنب الجبل ... دا لازم يكون وقع منك إنت يا عمدة !!
قال العمدة للرجل : - أنا ما عندى ريال ضايع !!!
ضحك الرجل المبسوط ضحكة بلا تخوم وقال :
- ياعمده ... أنا ما فاضى ليك .. أنا عندى راس خروف فى البيت لاحقو قبل يبرد ... يعنى لو ما وقع منك إنت يقع من منو ؟ على الطلاق يا عمدة لو وقع من زول تانى كانوا عملو فراش بكى (بكاء) ( يعنى أقاموا مأتماً) فى الخلوة على الريال ثلاثة يوم !!! إنت بتضحك على ولا شنو ؟ تقول ما عندى ريال ضايع ؟
ثم ألقى بالريال تحت رجلى العمدة وتوجه نحو داره لزوم راس الخروف وهو يغنى :

إن (فرحنا ) نقول يا قوى
وإن مرضنا نقول يا قوى
العارفى مربطا ما بتتلوى


وتقول لى خمسة ريال بسيطة ؟ !!!

غيب الموت في هذا الصباح شاعر آخر بقامة هذا الوطن
الاستاذ الهرم / عوض فضيل

الشاعر المعروف واستاذ اداب اللغة الانجليزية بالمدارس الثانوية . الابن البار لاهل قريتة البركل بمحلية مروي . رحل الاستاذ عوض فضيل متعجلا اللحاق برفيق دربه وصديقه الودود الشاعر محمد الحسن سالم حميد رحل الاستاذ الفذ عوض فضيل بعد ان شارك الجميع شقي اعمارهم ليتوقف وجيب قلبه لسودان الخير الذي صاغه غناء جميلا ..توفي الاستاذ الشاعر الضخم عوض فضيل بعد ان اثري المكتبة الشعرية والغنائية بالادب الرصين وهو رائد للقصيدة الشعرية واول من دون بلاغ في مواجهة بص شمبات في قصيدته حماد ودسعيد التي الهمت صديقه الشاعر حميد ان يقتفي آثاره برائعته عم عبدالرحيم . الاستاذ عوض فضيل كاتب متميز له عدد من المؤلفات بالغتين العربية والانجليزية ومنها كتابة (بدون تابلت ) والبحث القيم بالانجليزية عن دور الاسلام في محاربة الرق والعديد من القصائد المغناة، سيفتقده الجميع خاصة اهله في قريته البركل تحت الذي وقع عليهم الخبر غير مصدقين حيث توفي الشاعر الهرم عوض فضيل بالخرطوم صباح اليوم وسيواري الثري بمقابر ودالكرسني بموطنه البركل بمنطقة كريمة محلية مروي عصر اليوم والعزاء لكل اهله واصدقاءه في جميع انحاء الوطن وخارجه
وانا لله وانا اليه راجعون

قصيدة (سودان الخير )
للاستاذ / عوض فضيل
سلام يا ناس سودان الخير سلام ..
يا ناسا بتصل الزول حفاية على حدود السيف
ويا ناسا تقاسم الزول شقى عمرو ومعاهو تقيف ...
ويا ناسا فناجرة تمام ويا ناسا تمامة الكيف

اميرعبدالله كتب:

السلام عليكم ورحمة لله كل عام وانتم بخير

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و أنت بخير يا الأمير -
لكن مالك .. جايينى بعد الليل دخل وانا كنت راجيك الصباح
وكتين لقاك كان الأمل وأشواقى أقوى من الرياح
جايينى يا نجمى الأفل والدنيــا تتشايح جراح