فوائد الصيام الروحية و الاجتماعية
الفوائد الروحانية للصوم
الصوم تجربة روحية:
لم يقتصر دور الصوم على هدم الأنسجة المتداعية وإعادة تجديدها، بل يرقى بالإنسان إلى السمو الروحي، ويجعله أكثر وضوحاً في رؤيته، وهذا ما ألفت إليه "توم برنز" من مدرسة كولومبيا للصحافة بقوله: "إنني أعتبر الصوم تجربة روحية عميقة أكثر منها جسدية، فعلى الرغم من أنني بدأت الصوم بهدف تخليص جسدي من الوزن الزائد إلا أنني أدركت أن الصوم نافع جداً لتوقد الذهن، فهو يساعد على الرؤية بوضوح أكبر، وكذلك على استنباط الأفكار الجديدة وتركيز المشاعر، فلم تكد تمضي عدة أيام من صيامي في منتجع "بولنج" الصحي حتى شعر أني أمر بتجربة سمو روحي هائلة".
وليس هذا فحسب، بل نرى أن الصوم عند "برنز" يحدث تحولاً نوعياً في منهجيته ورؤيته، فينتقل من تطهير جسده بالصوم إلى تطهير النفس من الذنوب، وهذا ما عبّر عنه بقوله: "لقد صمت إلى الآن مرات عديدة، لفترات تتراوح بين يوم واحد وستة أيام، وكان الدافع في البداية هو الرغبة في تطهير جسدي من آثار الطعام، غير أنني أصوم الآن رغبة في تطهير نفسي من كل ما علق بها خلال حياتي، وخاصة بعد أن طفت حول العالم لعدة شهور، ورأيت الظلم الرهيب الذي يحيا فيه كثيرون من البشر، إنني أشعر أنني مسؤول بشكل أو بآخر عما يحدث لهؤلاء، ولذا فأنا أصوم تكفيراً عن هذا".
ويرقى الصوم بالإنسان إلى حالة من الكمال النفسي والروحي، واللذة الروحية، تختفي معها معالم الشوق إلى الطعام، بل هو باعث لآيات إنسانية أسمى تجعل منه شخصية متماسكة يتجاذبها شعور بالأنس والمحبة، بدل الضياع وحب التسلط وينـزع من نفسه الخوف والارتباك والقلق، ويبـرز هذا في قوله: "إنني عندما أصوم يختفي شوقي تماماً إلى الطعام، ويشعر جسمي براحة كبيرة، وأشعر بانصراف ذاتي عن النزوات والعواطف السلبية كالحسد والغيرة وحب التسلط، كما تنصرف نفسي عن أمور علقت بها مثل الخوف والارتباك والشعور بالملل، كل هذا لا أجد له أثراً مع الصيام، إنني أشعر بتجاوب رائع مع سائر الناس أثناء الصيام، ولعل كل ما قلته هو السبب الذي جعل المسلمين وكما رأيتهم في تركيا وسوريا والقدس يحتفلون بصيامهم لمدة شهر في السنة احتفالاً جذاباً روحانياً لم أجد له مثيلاً في أي مكان آخر في العالم".
و قيل ايضا فى الفوائد الروحية :
الصوم يعود الصبر و يقوي عليه , ويعلم ضبط النفس , ويوحد في النفس ملكة التقوى ويربيها فيخاف الانسان ربه ويراقب مولاه في السر و العلن ويعمل بكتاب الله ويقتدي بسنة رسول الله , ويكون المؤمن على استعداد دائما للقاء الله عز وجل , يقول الله تبارك وتعالى :
( ياايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) سورة البقرة الاية 182
ان الصيام ركن من الاركان الخمسة لمبنى الاسلام : إذا إنهدم وقع البناء كله
الصوم جعله الله عز وجل أياماٌ معدودات فى شهر كريم . وكان فرضه فى السنة الثانية من الهجرة
وهو كفارة من الكفارات
عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول :
(فتنة الرجل فى أهله وماله وجاره تُكفرها الصلاة والصيام والصدقة )
رواه الامام البخارى فى صحيحه
والمعنى أن ما أخطأ فيه الرجل مع هؤلاء دون تعمد الايذاء تكفره الصلاة والصيام والصدقة
وهو غفران لما تقدم من الذنوب.
هكذا الصوم عبادة الابرار الاطهار التى تعطى الزاد الايمانى لصاحبها إلى رمضان الذى بعده
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول
( الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر)
رواه الامام مسلم
فى صحيحه
الفوائد الاجتماعية :
سُئل الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله – :
هل للصوم فائدة اجتماعية ؟
فأجاب – رحمه الله – :
نعم له فوائد اجتماعية منها : شعور الناس بأنهم أمة واحدة ، يأكلون في وقت واحد ويصومون في وقت واحد ، ويشعر الغني بنعمة الله ، ويعطف على الفقير ، ويقلل مزالق الشيطان لابن آدم ، وفيه تقوى الله ، وتقوى الله تقوي الأواصر بين أفراد المجتمع .
والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
نقلاً من كتاب : ( الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية من فتاوى علماء البلد الحرام ص 223 )
و قيل فيه ايضا ان الصيام يعود النظام و الاتحاد و حب العدل و المساواة , و ايجاد عاطفة الرحمة , وتنمية روابط الألفة و المسارعة الى الاحسان و التسابق الى الخيرات, وصون المجتمع من الشرور و المفاسد.
فالصائم حين يكف نفسه من ضروريات الحياة , يدرك مايعانيه الفقير المحروم من الجوع و الحرمان, وما يشعر به البئس و المحتاج من الفاقة و العوز, فترق نفسه وتفيض بالحنان والعطف ويلين قلبه فيتفجر بالجود و السخاء, ولذلك فان أفضل الصدقة صدقة رمضان
الصيام جنة ، و هوحصن من حصون المؤمن ، و كل عمل لصاحبه إلا الصيام ،
يقول الله : الصيام لي ، و أنا أجزي به
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3881
خلاصة حكم المحدث: حسن
الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ،
يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال : فيشفعان
الراوي: - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 1/197
خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن.
و عن ابن عباس قال : إن الناس كانوا قبل أن ينزل في الصيام ما نزل يأكلون ويشربون ويحل لهم شأن النساء ، فإذا نام أحدهم لم يطعم ولم يشرب ولم يأت أهله حتى يفطر من القابلة ، وأن عمر رضي الله عنه بعد ما نام ووجب عليه الصيام وقع على أهله ، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أشكو إلى الله وإليك الذي أصبت قال : وما الذي صنعت ؟ قال : إني سولت لي نفسي فوقعت على أهلي بعدما نمت وأردت الصيام فنزلت { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسآئكم } إلى قوله { فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم }
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر - الصفحة أو الرقم: 2/311
(منقووووووووووول)