ششششششششش صمتا !!!! فالحاكم الجديد آت!!!! ووقف الجميع يلفهم الصمت المطبق ، وبإشارة من يده جلس الجميع سكوتا كأنما على رؤوسهم الطير!!
ورنت ضحكة مدوية مجلجلة !! قالوامن هذا؟؟ قالوا مجنون المدينة!! وكيف جاء وأين الحراس وماذا يريد؟؟؟؟
أشار له الحاكم بالاقتراب فدنا ثم دنا بلا خوف أو وجل. أدناه الحاكم منه وسأله همسا: ماذا تريد؟؟ قال: أريد أن أقول لك أن الربان قد غرق والسفينة نجت والفرس ساخت قدماه في بحر النار!!! قهقه الحاكم وهو يبرم شاربه الكثيف وقال: كلام غريب لا يصدر من اعقل العقلاء. قال الوزير ماذا قال هذا الرجل المعتوه؟؟؟ رماه الحاكم بنظرة وانتهره قائلا: ليس معتوها بل قال كلاما عجيبا وأريد أن يفسره لي أحدكم. ولكن ما من احد!!!! وأمهل الجميع حتى الصباح. وذهب الحاكم يقلب كلمات مجنون المدينة كلمة كلمة ويتساءل: كيف يغرق الربان وتنجو السفينة؟؟؟ أيكون هذا الرجل يقصد ان الربان نجا والسفينة هي التي غرقت؟؟؟؟ لا لا لا ، وكيف تسوخ أقدام الفرس في بحر النار؟؟؟؟
وجاء الفجر واجتمع من كانوا بالأمس معا يترقبون!!! وجاء الحاكم وتكرر ذات المشهد والحاكم يتلفت باحثا عن مجنون المدينة الذي حضر بنفس طريقة الأمس وضحك ضحكته المجلجلة فناداه الحاكم وأجلسه قريبا منه وقال له: قف واشرح لنا كلام الأمس!!! قال مجنون المدينة: أما السفينة فهي قلب الحاكم وأما الربان فهو الحاكم نفسه فهو يغرق في هموم الرعية فينجو قلبه وينصلح حال الرعية. إما الفرس الذي ساخت أقدامه في بحر من النار فهو هذا الكرسي الذي تجلس عليه !!!! فإنه يجعلك داخل بحر من النار إذا ما كان الطمع والجشع شغلك الشاغل وأهملت رعيتك. تفرس الحاكم في وجه المجنون وقال له: كأني رايتك من قبل. قال المجنون: انا حديث عهد بهذه المدينة. وانطلق لحال سبيله. قال الحاكم: أتعرفون من هو هذا الرجل الذي تقولون انه مجنون المدينة؟؟؟ انه حاكمكم الأسبق جاء ينبهني كي لا أقع فيما وقع فيه والعاقل من اتعظ بغيره.
تمت القصة
اتمنى ان تكون قد اعجبتكم