يوسف مدير عضو مميز
عدد المساهمات : 727 نقاط : 1857 تاريخ التسجيل : 07/11/2010 العمر : 58
| موضوع: اقلام سطرت كلمات عميقة بحق القامة.... عثمان حسين الثلاثاء يناير 11, 2011 2:55 pm | |
| هذه كلمات سطرتها اقلام بحق القامة الراحل المقيم المبدع عثمان حسين تأثرت بها فاحببت ان انقلها اليكم
في وداع المُستحِم في نيلِ الفراديس : عثمان حسين إن العمر معقود على أرجل الحمام الزاجل . يرقبنا منذ صراخ الجنين أول الخروج من دفء الرحِم وإلى الوداع حيث ابتسام المُغادرة عند الغيبة الكُبرى . فاجعة أخرى ، يصفعنا الدهر برحيلك يا "عثمان " ... يا من ثبَّتَ القلوب على لمعان الوجد وبريق المحبة . مرَّت رياح السمومِ على بساتين المُبدعين التي كانت تُسامر الفراش والنسمات التي تُفرح الأرواح و تُجلي القلوب . نضبت الجداول التي كانت تُسقينا ماء الحياة .
عندما جلستَ "للحن "محراب النيل "التي صاغها الشاعر " التجاني يوسف بشير" من بعد عقودٍ مرت على رحيله في ريعان صباه ، دار في ذهني حديث الكاتب القاص : "عثمان حامد سليمان "حين ذكر أن من وراء حُجب الغمام التي ظللت رحيل الكثيرين من مُبدعينا وقت إزهار شبابهم شُبهة أيادٍ آثمة أسهمت في اغتيالهم وقت النشُوق وتوق الثمار إلى النهوض . منهم "معاوية محمد نور" و"مصطفى بطران" و"خليل فرح " و " كرومة "
من يُحلل عُقدةً من لساني ؟
من يقدر على تجرُع كأس الوطنية حتى الثُمالة مثلك يا " عثمان " ؟ ،يا جليس ملائكة النغم ، تتجول أنتَ معها في بَهو خيالك الوثاب . تقفز أنتَ بين الرُبا وفي ذهنك مسبحٌ يملأ الأفق هو "سليل الفراديس"يزحف على صدره بطول الوطن من أقصاه إلى أدناه ، باسطاً الخضرة والعُشب والشجيرات والأشجار ، وأرضاً للفلاحة وماء من السماء يُحيي به أهلنا جنة دُنياهم إن رغِبوا ويُفسحوا للنِعَم وهي تلتفُّ من حولنا لعلنا ننتبه أن الكون أكثر رحمة مما كُنا نَحسب.
جلست أنتَ يا "عثمان " في قممك العالية ونسجتَ سجادة العُمر الغنائي : ـ أنت يا نيل يا سلسل الفراديس -- نبيل موفق في مسابك حضنتك الأملاك في جنة الخلد -- ورفت على وضئ عبابك وأمدت عليك أجنحة خضرا -- وأضفت ثيابها في رحابك فتحدَّرت في الزمان وأفرغت -- على الشرق جنة من رضابك عرَّجتَ بنا السلالم الموسيقية لأقصى رُدهات الرقة ثم هبطتَ بنا إلى أدنى عتبات الغلظة تصطفي النقائض وتستنفر التآلُف بين الأشتات . قرَّبت لنا قصة النيل العظيم المختبئة في بطن الأساطير القديمة والديانات الأوَل وهي تُراوح مكاناً بين الخوف والرهبة والرزق الممدود والفيضان الغضوب ساعة ائتمار الجداول عليه في الخريف فيخرج بعنفوانه ، يضرب بأجنحته الأُفق.
جلست سيدنا أنتَ للدنِّ وشربتَ من رياحين الشوق والوجد والمحبة للنيل الذي تدفق من بعد أن تحركت صفائح الكرة الأرضية ذات زمان قديم وانزلق النهر لَدِناً من بين التضاريس .شق التلال والهضاب و صنع الأحراش والغابات والآكام من الصحارى الجرداء . داس على الطين والرمل والحجارة ليكتُب لمن تجمعوا على شواطئه :
" هنا الرزق الوفير المَطير"
من أي الأكوان الإبداعية هبط شهابك يا " عثمان " علينا ؟ تخيرتَ أنتَ من بطن التاريخ قصيدةً تمتدح مَنْ يستحق المديح . حفرت في المناطق الرخوة مكاناً لحرير الوجدان .جئتَ تُآخي شاعرنا " التجاني " وتُقاسمه محبته للسلسبيل الفضي البهيج . وَقَفْتَ غيمة في كبد السماء وبدأت الهطول دواما.
سيدنا "عثمان" في مقامك الرحيب :
" أوفيت وما قصَّرت "
نذكرك منذ أيامك الأولى ، ترقبُ الأوتار وصنيع سحرها من يد الصدوق الراحل عمنا : كامل السيد حمدون وأنتَ تُنصِتْ للنغمات تتلوى على جسد الإسماع . جرَّبتَ أنت ثم تدربت ، ثم تفككت تُربة الإبداع لتُنبِت سُنبلةً ثم شجرة باسقة بأغصان النغم الشجي .
جمَّلتَ أنتَ وُجداننا . فرشت دَواخِلنا لمراقد الهناء وتوسدتَ وسادة العِشق الرومانسي . التقيت بدُرر الشاعر" التجاني " التي "حفها النيل واحتواها البرُ " ، " صحى الدُجى من غِمده وتَغَشاكَ في الأسرّة فَجرُ ". ذاك بشعره الأخاذ وأنتَ تنحت التماثيل من الموج المُتلاطِم ! .
ألف سلام عليك في مراقد الهناء ، يرزقك مولاك بإذنه ظلاً ظليلا وثمراً وفيراً في الجنان التي خصَّ بها أحبائه الذين اصطفى، وترى أنتَ ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمِعتْ ولا خطر على قلوبنا جميعاً .
عبد الله الشقليني 08/06/2008 م المستحم في نيل الفراديس وملك الرومانسية..الوداع الحزين الحزين...... أستاذي الحبيب عبدالله الشقليني لك الإحترامات الهميمة والدموع المدرار تهمي علي فراق البديع العثمان الحسين له الرحمة ولنا العزاء .اللهم إن عبدك عثمان حسين فس أحوج الأيام لك وقد جاءك ممتلئاً بحبنا له اللهم إجعل مراقيه حدود آخر نبضة حب له ..وارزقه بقدر كل إحساس إنساني راقٍ قال به أو كل إنبساطة أودعها قلوب من يسمع ......وأنا أستاذي الشقليني أعد نفسي في قائمة المحظوظين أن كنت من الجيل الأخير الذي إستمع وأستمتع بجميل ما غني ولحن هذا العثمان .....صدقني ما كنت أفهم سر إهتزاز أعمامنا وآباءنا وتحديداً استاذنا في الإبتدائية حسن عثمان أوان صدحان هذا العثمان من جهاز الراديو علي طاولة مكتبه بمدرستنا حتي أعتورتني هذه الهزة بذات العمق والتوهان الذي كان يتبدي عند أستاذ حسن عثمان ......رحم الله أستاذنا عثمان حسين وأنا الآن غارق في الدمع وشرق به ......ياااااااااااالله يكاسو الفنان...
علنا معا فى زمن غابر..ارسلنا اشارات مبهمات ..كارهاص هانف ما .بحلول ميقات الرحيل..!!
وكل احساس الشجون يقف على زوايا واركان. ذلك..الوكر المهجور...والصمت قد عما...فى تلك اللحظه تبكى دموع الذكرى بقطرات من شجن الحزن النازف....الفراش الفنان... وهناك على افق خفوت بريق ذلك النجم.. تاتى اجابة ذلك السؤال الذى اطلق من حقب مضت... قل يا شاطىء الغد ..اين فى الليل مرقدى..
وتحلق الاسى..يرتبط ويتجسد.فى صراخ قديم... انا الحصلت مقدورى..معاك...يا طيبة الاخلاق...
واصلها الايام مظالم..والعمر.لحظات ثوانى.. واغفر له يا حنين....وسامح ان ظلم..
ام لنغمة ذلك العشق..عشقتك وقالوا لى عشقك حرام... بيكاسو ..رفيق الدرب والحزن والالم.. اشفق على بازرعه... لا ادرى كيف يكون ليل الشجون فى تمدده وترديده...فى سهره الطويل..والصمت قد عما..!! العزاء لك وكنت انت رفقة طرب تلك الانغام..ورفقة حفيف تلك الكلمات...ورفيق الزمن الجميل... نسال له الرحمه فقد مضى الى حضن خالق عظيم..وخلف لنا ما نقتات به..ونحسه .ونعيشه..ونحمله له وفاءا له..ونحى به ونحن ننتظر الوصول الى محطتنا الاخيره... وكما قال.. وهاهنا كان مقعدى... كل الاعزاز وفى جلال (محراب النيل) لا ينبغى الوقوف الا كما وقفت سيدى (الشغلينى ) ..بنص موازى فى الفخامة ودفقة طرب تختصر كل ذلك الجيشان فى موسيقى النيل .. ورهبة المحراب واتفق معك ان موسيقى محراب النيل فى صعودها وهبوطها ذاك .. جيشانا وتدفقا ..ثم رقرقة وانسياب .. هى بحد ذاتها شهادة دكتورا فى الموسيقى .. واسمح لى .. فى محراب عشقك الشفيف هذا ان اصلى برهة.. وامارس شيئا من الدوزنة على خلفية هذا النشيد.. ولعل هذا النص بالذات (محراب النيل) كان مصدرا لرياح تثبيط كادت ان تعصف بعثمان حسين ..برغم كونها تمثل جماع عبقريته الموسيقية ..وعبقرية التجانى يوسف بشير الشعرية . وقد تحدث عثمان حسين عن ذلك فى شهادته التى وثقت لتجربته العريضه .. عثمان حسين كان يمثل حلم المثقفين بالفنان القادر على ترجمة احاسيسهم وكتاباتهم الى عمل فنى يجدون فيه ذواتهم ويجسد رؤيتهم الجديدة للعاطفة والحب ..وللتحول الذى يبشرون به بقوة فى ذلك الوقت .. وكان عثمان حسين بوعيه المتقدم وبحسه المرهف قادرعلى تجسيد ذلك الحلم وخلق تحول موازى فى شكل الموسيقى مما انتج هارمونى خلاق جدا مابين الكتابة والموسيقى ، رفد مشروع التغيير بأكمله . وبهذا البعد كان عثمان حسين جزء اصيل من جلسات المثاقفة التى تعقد وقتها .. وكان يرتاد الندوات الادبية بام درمان .، وفى احدى الندوات التى عقدت لديوان (إشراقة ) التجانى يوسف ، قدمت له قصيدة محراب النيل وسط رهان من اولئك المثقفين على مقدرته لتلحينها .. ويبدو انه كان متهيبا للتجربه ، ولكسر هذا التهيب ودفعه باتجاه المغامره تم نشر خبر فى صحيفة الايام يبشر بتلحينه للنص .. فما كان منه إلا ان حشد كل مقدراته الفنيه ، فجاءت الاغنية بهذا الجمال . وللمفارقة فقد واجه عثمان حسين هجوما كبير من البعض خاصة الناقد خالد ابو الروس ، لكنه بالمقابل وجد الاشادة من اقلام مستنيرة مثل الاستاذ حسن نجيلة ، وجاءه الدعم الكامل من الاستاذ على المك الذى اتاح له تقديم العمل فى امسية بجامعة الخرطوم ، وقدمت محراب النيل باوركسترا كاملة كأبهى مايكون العمل الموسيقى ، وقام بتقديم الامسية (على شمو ) الذى خاطبه قائلا ( ان التصفيق الذى وجدته فى تقديمك للاغنية لم يقابل به اى سياسى فى البلد) فدفع ذلك بالثقة فى عروق الفنان الكبير ، بجانب المؤازرة من الاستاذ عبد الله حامد الامين . لكن محراب النيل لم تنجو من الازمات ، وقد جاءت هذه المرة من والد التجانى يوسف بشير الذى دخل فى معركة كبيرة مع الفنان حول الحق فى القصيدة ، وانتهت هذه المعركة بقرار إيقاف محراب النيل من وزير الثقافة وقتها ( عبد الله ابو سن ). وبعد وساطات ومفاوضات قادها الاستاذ ابو عاقله يوسف ، تم رفع الحظر عن الاغنية ...فتأمل .....؟؟ وذات الاغنية هى التى ساعدت عثمان حسين على كسر موقف اسرته المتحفظ تجاه نشاطه كفنان ، وخاصة خاله المقيم ببورتسودان ، قدم عثمان حسين الاغنية ببورتسودان وسط حضور كثيف ، وتصفيق مميز ، فبكى خاله فرحا . تلك صفحة يسيرة من مشوار عامر مرصوف بالصمود مشاه هؤلاء الاماجد . في لجة الحزن يجد المرء في شراكة الأصدقاء للأحزان الراحلة على موطننا و مبدعيه وعثمان من أهراماتنا الغنائية يسبق جيله بمراحل . كان فنان السودان عام 1960 م وكان التقييم " ما يطلبه المستمعون " وهو برنامج يلف السودان مدنه وأريافه . كان عثمان حسين يتربع مع شعرائه في بركة الرومانسية منذ منتصف القرن الماضي . لك الشكر الجزيل أن عبرت أنت متواصلاً مع الأجيال التي سبقت لك أيها الحبيب عصمت العالم لن تفي كل الكلمات وأوزان الشعر وطرب الغناء هذا الرحيل المهيب . أصر الدكتور عز الدين هلالي على تكريم الراحل في يوم الاثنين الماضي و وقد كان . أقام منتدى السودان الفكري بأبو ظبي يوماً جميلاً في ذكراه . افتتحته أنا بما كتبته هنا ، وتبعني الأستاذ أمير أبو قناية بحديث عن تاريخ الراحل ، ثم الكاتب والقاص عثمان حامد و وصف الراحل بأنه فنان السودان الأول والأخير ، وملك مملكة الرومانسية ، ثم قدم دكتور عزالدين هلالي جزء من ذكرياته ، وقدم الأستاذ فخر الدين صوراً حية من أغانيه وذكرياته مع الراحل .... إلى سيدة القص : احلام قيلي ورد الحديث يتخثر في ندى تقاطر على الرد الفخيم الذي تفضلتين به ، ولك إهداء من سابق ما كتبنا :
مثلكِ حملنا موج الشوق حيناً من الدهر ، وتسلقنا رُبى بازرعة ، وكتبنا كيف أحال ثماره الحلوة بين أيدينا في زهو الشباب ونضار العُُمر
وفي ذكرى نجمنا السامق : عثمان حسين لم يتسع لنا الحزن أن نُفرغ من هم الرحيل وزرافات المبدعين ترحل كأن حالنا قد أغضبها . كتبنا عن بازرعة منذ زمان ورفيق أغانيه عثمان حسين : [align=center]حسين بازرعة بمنظار أشعاره[/align]
لن تمنع جيشاً جراراً من الأحاسيس فرادى وجماعات ، أن يتسلَقنَّ رُبى ( بازرعة ) . خيل شعره أروع صهيلاً ، وحوافرها على الأرض أكثر نعومة . قُطوف أزهاره ومُخيِّلته الجامحة تُعطرنا ، عندما يروي الحِكايات مُخصبة بالدموع الفرِحة وهي تبكي ، تُذكي تراثنا الفني بفيض شجي . تتقلب نيران الهوى قرباً وبعداً ، الجفاء يتقَفَّى أثر الحنين . الفراق ينفث نيرانه و الأحزان السود تُطبق على الأنفس . القرب وحلاوة اللقاء ، ونضارة المُحبين وهم ينهلون من واحة العِشق ، ويشربون ولم تزل أرواحهم عطشى .
من يسبح في بُحيرة الشاعر ( بازرعة ) ، يدخل معبداً فخماً ، أعمدته تتعملَق إلى السماء فارهة . ترى الحمائم في ردهات معبده ، تقف مكان خِراف معابد الدنيا وقد طوَّفها التاريخ من حولنا . لقد تسنى للأصول المهاجرة من حضرموت منذ القِدم أن تنهل من أرض السودان عبر شواطئه ، وترفده تلاقحاً و محبة وإبداعاً يتفرَّد .
)بازرعة ( هو سيف العِشق الجمعي حين يتلألأ ، وأقاصيص عِشقه من دفئ محبة جثمت على مواضينا وطرحت ثماراً يانعة في الوجدان . كتبتْ الشِعر يدٌ عَفرها غُبار التربة البِكر ، وخضبها نسيج اجتماعي فاره ، حتى نهضت من الثنايا بعض أساطير الهوى . ينمو طفل النفس غنياً بالرؤى كأن عِفريتاً من الجِّن جَلس في مؤخرة رأسه قبل أن يشب عن الطوق . يثري ) بازرعة ( وجداننا من فيض يطفح ، يتلفَّح هو بُردَة العِشق ، يحتمي بها من لظى ظُلم المحبين . نكرانهم يلتهب وتتوهج نيرانه تقدح الذهن متألقةً ، ويكتُب الفؤاد ماذا جَرى . نقلت مشاعره أشعاره ، وعلى رُبى الإبداع جلس مع ( عثمان حسين ) ، وابتنيا معاً هرماً من أهراماتنا الغنائية ، التي مسَّت الوجدان منذ منتصف القرن الماضي . لكل أغنية أقصوصة ، تقف أنت في محرابها تتفكر ، شِعراً ولحناً وغناءً ، لا يعرف فك طلاسمها إلا من عرف الأبجدية التي تتحدث بها أغنياتنا السودانية ، دروب الأحبة وهم يركضون بين أزقتها الضَيقة ، وسرقة اللحظة الملائكية من بين مخالب نُسور المجتمع المحافِظ . إنه إنجاز شعب كتبته أيدٍ مُبدعة ، يتوهج هو على الدوام ، تعبق رياحينه وأنت تزيح أغطية كُنوزه كل مرة . ومن تحت السراديب تُنقِب أنت فلا تروي ظمأً ، لكنك حين تقرأ شعر ( بازرعة ) ، كأنك تَسري ليلاً وتلبس عباءة ألف ليلة وليلة . الهجران والشكوى والوشاية والبكاء والنجوى تتناثر أشلاؤها هُنا وهناك ، فنار الذكريات تبُث حرارتها من تحت الرماد ، ولا تجد من رفيق سوى البُلبل الصداح . تفرَّست وجهه وأنا أشاهده مع الإعلامي المرموق ( الجُزَّلي ) في لقاء على التلفاز منذ زمان ، تأملت العينان يبرقان بما يُشبه الدمع كأن الماضي قد نهض بكل أوجاعه . كم هو رائع سيد القلوب الرحيمة ، وقد لون بهاء الحُزن القديم وجهه وأنت تنظر .
يحق لنا أن نتجول ونتطوَّف الآن بعض مقاطع ِشعر ( بازرعة ) الذي تغنى به المبدع ( عثمان حسين ) . لن نرضي مُحبيهما ، إذ لن نُصيب إلا النذر اليسير . ملامح من قبس إبداع ( بازرعة ) وهي تتقصى أثر قلوب تنزف مما فعلت بها الدنيا . نشتَّم ملامح شَخصه النبيل يتنفس كالصبح من بعد فجرٍ فاقع الاحمرار . كتب ( بازرعة ) في ( أنا والنجم والمساء ) : ـ
أنا والنجم والمساء ... ضَمّنا الوجد والحنين جَّف في كأسنا الرّجاء ... وبكت فرحة السنين آه يا شاطئ الغَد ... أين في الليل مقعدي
ويقول في مقطع آخر : ـ
في الدُجى شَاق مَسمعي ... صوتها المُلهم النَغيم في الهوى هاجَ مدمعي ... حُبها الخالد الأليم كلّما لاحَ بارق ٌ ... من مُحياها خافقٌ خَلدت لحن شُهرتي ... ألهبت ليل وحدتي
وكتب هو في ( عاهدتني ) : ـ
عاهدتني ترسل بدمع الشوق خِطابي مع كل نسمة من البلد تُطفئ عذابي وحَلفتَ تسأل كل طائر عن مآبي لكن نسيت عهدك ووعدك في غيابي
ويقول في مقطع آخر : ـ
تتبدل الأيام يا قاسي وتصطفيني وأنسى عذابي مَعَاك واشيلك في عُيوني أصلو الهوى دائي ودنياي ، وديني
وكتب هو في ( القبلة السَكرى ) : ـ
أَتذكري في الدُجى الساجي ... مَدار حديثنا العذبِ وفوق العُشبِ نستلقي ... فنطوي صفحة الغيب وإذا ما لاح نجم السَعد ... نرشُف خَمرة الحُب
ويقول في مقطع آخر : ـ
أتذكري عهد لقيانا ... ويوم القبلة السَكرى وقبَلي ثغري الظامئ ... فقد لا تنفع الذكرى
ويقول في مقطع آخر : ـ
وقطرات الندى الرقراق ... تعلو هامة الزهر وألحان الهزار الطّلق ... فوق خمائل النَهر ولمّا ينقضي الليل ... وينعَس ساقيّ الخَمرِ يرِّف الضوء كالحُلم... يسكب خمرة الفَجرِ
وكتب هو في ( لا وحبَّك ) : ـ
لا وحُبَّك ولن تكون أبداً نهاية إنتَ عارِف نظرتَك هي البداية ولن تغيِّر حُبَّنا السامي وِشاية
ويقول في مقطعٍ آخر : ـ
حُبَّنا أكبر من الدنيا وأطول من سنينها فيه من وطني المُسالِم أحلى طيبة وأغلى زينة
وكتب بازرعة في ( شَجن ) : ـ
يا قلبي لو كانت محبته بالثمن يكفيك هدرت عُمر حَرقت عليه شباب لكن هواه أكبر وما كان ليه ثمن والحسرة ما بتنفَع وما بجدي العتاب
ويقول في مقطع آخر : ـ
لكني أخشى عليه من غَدر الليالي وأخشى الأماني تشيب وعُشنا يبقى خالي وهو لِسَّع في نَضارة حُسنه في عُمر الدوالي ما حصل فارق عيوني لحظة أو بارح خيالي
وكتب بازرعة في ( الوكر المهجور ) : ـ
إن أنسى ما أنسى ذكراك يا سلمى في وكرنا المهجور والصمت قد عَمَ تحلو لنا الشكوى والحب والنجوى
ويقول في مقطع آخر : ـ
كيف أَنسى أيامي وفِكرتي الكُبرى يا وَحي إلهامي أنا هِمتُ بالذكرى ذكرى لياليك في خِدر واديكِ
وكتب هو في ( حُبِّي ) : ـ
عِشقتك وقالوا لي تعشِق وأيامك ربيع تَقضي ليلاتك مُسهَّد وابتساماتك دُموع
ويقول في مقطع آخر : ـ
حُبي نابع من بِلادي ، من جمالها وانطلاقها أو دَعت حُسن حبيبي من صِباها كل باقة من صَفاء الطيبة والكِلمة الَحبيبة والطلاقة
وكتب هو في ( لا تَسَلني ) : ـ
لا تَسل عني لياليَّ حبيبي لا تسل لا تَسلها فهي حُلم عابر طَاف بذهني لا تَسلها كم تَعانقنا على رِقَّة لَحنِ
ويقول في مقطع آخر : ـ
يا حبيبي أنت ألهَمت أغانيَّ وجَرسي أنت في وَحشة أيامي ندى أورَّقَ أُنسي أنت في عُمري ربيعاً يملأ نفسي أفلا عُدتَ وعادت قصة الحُب كأمسِ
عبد الله الشقليني 6 /11/2004 http://sudaniyat.org/archive2/viewto...130&highlight= في منتدى سودانيات السابق .
| |
|
عابره عضو فضى
عدد المساهمات : 1054 نقاط : 1046 تاريخ التسجيل : 25/10/2010
| موضوع: رد: اقلام سطرت كلمات عميقة بحق القامة.... عثمان حسين الإثنين يناير 17, 2011 5:28 pm | |
| غالبتنى الدموع لك الرحمه والمغفره | |
|
فجراوى مؤسس الموقع
عدد المساهمات : 1343 نقاط : 1574 تاريخ التسجيل : 30/10/2009 العمر : 70 الموقع : al7ejer.net
| موضوع: رد: اقلام سطرت كلمات عميقة بحق القامة.... عثمان حسين الأربعاء فبراير 16, 2011 3:18 am | |
| - اقتباس :
- يا قلبي لو كانت محبته بالثمن
يكفيك هدرت عُمر حَرقت عليه شباب لكن هواه أكبر وما كان ليه ثمن والحسرة ما بتنفَع وما بجدي العتاب | |
|