الوريقة أم مية
هذه القصيدة الرائعة والعتيقة نظمت أيام كان للجنيه قيمة وهيبة ..وكانت المائة جنيه تساوي مايعادل مائة ألف جنيه حالياً ..وقصة هذه القصيدة طريفة فقائلها موظف مفلس وجد ورقة نقدية من فئة المائة جنيه ملقاة علي الطريق .. فأخذها في رفق ثم دار بينهما هذا الحوار الطريف :
يوم لقيتك يـا وريقـة فـي رصيـف السكـة تحتـي
انبهـرت وانجهـرت ومـا قـدرت اقـول دا بختـي
انقلب بالدهشة لونـي وحيرتـي زادت وزاد جنونـي
وديمة شايف نفسي دونك كيف في لحظة تكوني دونـي
كيف اكون سيدك واشيلك وانتي دايمـاً عاملـة ستـي
الزمان يا غالية خانك يوم رماك بـي قسـوة تحتـي
والنعيم والجاه وعزَك كيـف قـدرت عليهـو خنتـي
ورغم دهشة نفسي شلتك بـي محنـة وقلـت بختـي
بس سؤال في ذهني داير ممكن اسأل لـو سمحتـي ؟؟
يا الرميتي الناس بحبك .. في الرصيف كيفن وقعتي ؟؟
انتي كان مفروض تكوني بيـن حـزم اوراق كبيـره
وفي جيوب مطلية عزة وفي وطن ما شـاف هجيـره
او فـي خزانـه مـن مسلـح ليهـا خدامـا ومديـرا
انتي مـا وش الـدرادر بشرتـك زاهيـة ونضيـره
لو جنيه او حتي خمسـه كنـت قلـت اصلـو حالـه
مرة في القمـم العوالـي ومـرة فـي كـوم الزبالـه
الجنيه وسـط الغلابـه يـا مـا فـات حـد الرجالـه
ينشرط بي صفحـة صفحـة و يتلتـق دون استحالـه
وذاتو مرة الأم تشيلو ومـرة عـاد فـي يـد عيـالا
وفي طباق الكسرة يرمو وفي الوسـخ مـرات يلمـو
وديمـة شايلنـو ويذمـو اصلـو عايـش مـا بهمـو
مرَة في جزلان مشرط مقتنـع بـي وضعـو ساكـن
مـرَة فـي جيبـاً مقـدد تلقاهـو للماريـن يعـايـن
مرَة حاير ومرَة طايـر مـرَة مديـون ومـرَة دايـن
وما غريب لو شفتو واقع في الرصيف أو في الكمايـن
بس غريبة اشوفك انتـي واقعـة يـا ام ميـة تحتـي
أحكي لي وقولي لي يـا المنعمـة كيفـن وقعتـي ؟؟
طنطنت في البادي قالـت : انتـا لـو دايـر إجابـة
شيلني من جيبك ثوانـي اصلـو ضيـق يـا خرابـه
شلتها وبدت الحكايـة ولـي حكـت اسبـاب عذابـا
ولـــــــــــي قـــــالــــــت :
كنت ساكنة في قصر عالي وفوق حلـم ناسـا غلابـا
جوه خزنه يفوح عبيـرا وديمـة عـاد سادنـو بابـا
قاعدة بين اخواتي اضحك بينا ريـدة وصلـة قرابـه
ولينا ام خمسيـن صديقـة سيـدا حنـا ولينـا جابـا
أكان مرقنا -الله قـادر- شيلنـا بـي الفـة ومحنـة
بي يديـن ناعمـة ورطيبـة او انامـل لابسـة حنـة
ما بنحس بـي ايَ غُربـة جـوه جنـة وبـره جنـة
بـس يعدونـا ونعـدَي وتانـي نرجـع لـي خزنـا
..الا اه وتـــــــــانــــــــــي اه
مــــرة الــبــت الـشـغـالـة تــكــوي
السهـر هدَاهـا خلـت الـنـور كــان مـضـوي
جاها حس سيد العمـارة فـي ظـلام الليـل يهـوَي
..نهرا وشتت نعاسـا ومـا بوصـو علـى المضـرة
..وفتح الخزنة بي كل قسوة وليها شالني رماني بـرة
وليها قال في كـل إنفـة :شيلـي حقـك ويـلا بـره
طبقتنـي ولفلفتنـي ..فـي طريحـة و جـوَه صُـرَة
وقــبــل اصــــل نــــص الـمـسـافـة
انقطـع نفسـي وفـي الرصيـف نطـيـت وقعـتـا
بسألـك بالله سيـدك سوقنـي لـي سيـد السـرايـا
اصلي مـا بنفـع معـاك وانـت مـا بتنفـع معايـا
وما حتلقـى لـي فكـة وراح حتتعـب فـي النهايـة
وتفني فيا ايـام شبابـك وتلقـي عمـرك راح ورايـا
قـلـت ليـهـا : وا خـسـارة امـلـي فـيـكـي
كنت فاكر يـا حنينـة رزقـي هـو الجابنـي ليكـي
إلا يظهر زي مـا قلتـي مـا ببيـض ليـك وشيكـي
أصلي ود تعبان مدردح عيشتو خشنة وروحو اخشـن
ومنـو اتعلـمـت انــو عــزة نفـسـي اثـمـن
من نعيم الدنيـا كلـو ومـن خـدود بالراحـة ينـدن
جابتـك لينـا الـدرادر والمآسـي الفيـنـا عــدَن
جيتي تقدلي يـا اميـرة فـوق ورق زاهـي وملـون
جيتي يا بـت التضخـم يـوم تلـف قوتنـا المخـزن
الجنيه يا حليل زمانو ضرعو كـان بالخيـر محيَـن
كترو حلابينـو صبـح زيـو زي دلقـان ممصـرن
طبقوهو وسوهو ميـة قالـو يمكـن ضرعـو يسمـن
واصلو لوما الحالة ديا كان يكون ابـو الـف احسـن
اما البنية الضعتي منها ما بتمـوت بالجـوع وحاتـك
وانت يوم ما ضعتـي منهـا انكتـب تاريـخ وفاتـك
وانـت غيـر للتعـابـا شــن فـايـدة غـلاتـك
وانـت غيـر للغـلابـا شــن فـايـدة حـلاتـك
يا ام مية انا المعـذب مانـي عشمـان فـي صلاتـك
لـو لقيـت منـك خزايـن مـا بتسـاوي وريـقـة
فيها ابيات مـن قصيـدة نابعـة مـن قلـب الحقيقـة
او ضحكة من البريدا تسـري فـي جـواي موسيقـا
وانتي بكرة لو امتد عمرك تبقي عنـد شحـاد معـذب
او موظف حالو حالـي ويـدو عـاد للشحـدة اقـرب
ما هي حالتنا العلينـا حالـة مآسـي وماشـا اكعـب
الارض خصبـة ووفيـرة ووشهـا للخيـر مـقـرب
والسحاب بي فوقنا طاير ما في زول قال ليهو مرحـب
يــــلا طــيــر ي وهــيــا طــيــري
اصـلـي عـارفـك لا بتشيـلـي شـقـاي مـنـي
ولا بتجـيـبـي لـــي فـرحــاً مـعـلــب ..