قال الله تعالى: ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً[1])، وقال تعالى : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ[2])
وقال الله تعالى: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ[3])
هذه آيات وردت في القرآن الكريم مدح الله بها المؤمنين الذين يقومون الليل، ويتخذون منه مطية إلى الجنة، وهو ما يوضح لنا أهمية قيام الليل ومنزلة من يحرص على قيامه عند الله سبحانه وتعالى ، وقيام الليل هو صلاة الليل والتي تبدأ من بعد صلاة العشاء إلى الفجر ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله زادكم صلاة، فصلوها بين العشاء والفجر[4] "
والصلاة في آخر الليل أفضل لمن تيسر له ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : " من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل [5]"
أهمية كبيرة
ومن يعرف فضل هذه العبادة يحرص على مناجاة الله تعالى ، والوقوف بين يديه في ذلك الوقت ، ومما جاء في فضل هذه العبادة ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل[6] ". وكذلك قول رسول الله :" أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود ، كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه ، ويصوم يوماً ويفطر يوماً [7]"وقوله صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن[8] " وقوله(عليكم بقيام الليلفانه دأب الصالحين قبلكم و قربة إلى الله عز و جل و منهاة عن الإثم و تكفير للسيئاتو مطردة للداء عن الجسد[9] ) .
وبالإضافة إلى الأهمية الدينية لقيام الليل، هناك الكثير من الفوائد الجسمانية للفرد، حيث أثبتت الدراسات أن قيام الليل يقي من الارتفاع المفاجيء لمستوى السكر في الدم، وكذلك الارتفاع المفاجيء لضغط الدم، ويقي من السكتة المخية و الأزمات القلبية في المرضى المعرضين لذلك، ويقلل قيام الليل من مخاطرتجلط الدم في وريد العين الشبكي الذي يحدث نتيجة لبطء سريان الدم أثناء النوم، كما أن قيام الليل يساهم في علاج التهاب المفاصل، وينشط الذاكرة و يحسن وظائف المخ الذهنية المختلفة لما فيه من قراءةو تدبر للقرآن، و ذكر للأدعية، و استرجاع لأذكار الصباح و المساء.