هيا فلنحاكم رفاعة رافع الطهطاوى

كلنا يعلم أن رفاعة رافع الطهطاوى قد أُنتدب للسودان سنة 1850 للعمل كناظر لمدرسة الخرطوم آنذاك واقام فى بلادنا لمدة ارتع سنوات فقط وعندما يذكره المصريون والسودانيون على حد سواء, يحاولون إضفاء صفة الهيبة والمكانة الاكاديمية الجليلة على" شخصة المرموق" أما فى هذا البوست ساحاول إستعراص بعض الأبيات الشعرية لقصيدة طويلة من بحر الوافر نظمها رفاعة وهى تصور أحاسيسه الشخصية تجاه ما سماه "بالمنفى" وقبل ان أُطيل غليكم أليكم الابيات وأرجو أن تتجاوبوا معها سلبيا كان ام إيجابيا:

ومحيى مصر أحيا كان قدرى وكافأنى على قدر اجتهادى
سأشكر فضله ما دمت حياً وما شكرى لدى تلك الأيادى
رعى الحنّان عهد زمان مصر وأمطر ربعها صوب العهاد
رحلت بصفقة المغبون عنها و فضلى فى سواها فى المزاد
وما السودان قط مقام مثلى ولا سلماى فيه ولا سعادى
بها ريح السموم يُشم منه زفير لظىً فلا يطفيه وادى
عواصفها صباحا أو مساءً دواماً فى اضطراب واطّراد
ونصف القوم اكثره وحوش’ وبعض القوم أشبه بالجماد
فلا تعجب إذا طبخوا خليطاً بمخ العظم مع صافى الرماد
ولطخُ الدُهن فى بدنٍ وشعرٍ كدهن الإبل من جرب القُراد
ويضرب بالسياط الزوج حتى يقال أخو بناتٍ فى الجِلاد
ويرتق ما بزوجته زماناً ويصعب فتقُ هذا الإنسداد
وإكراه الفتاة على بغاءٍ مع النهى ارتضوه بإتحاد
نتيجته المولّد وهو غالٍ به الرغبات دوماً باحتشاد
لهم شغف’بتعليم الجوارى على شبقٍ مجاذبة الفساد
ولولا البعض من عرب لكانوا سواداً فى سوادٍ فى سواد

أكرر الرجاء حدث المنتدى بما فعلته فيك هذه الأبيات وانا بدورى ساكشف عن احاسيسى لاحقا

شكرا يا عابرة على المرور وانا بتفق معاك إنها قصيدة تستفز الواحد وأنا أذهب لأبعد من ذلك لأتهمه بالعنصرية بغض النظر عن الحقائق التى قام بتسجيلها فى القصيدة وما أزعجنى هو أنه لم يجد شيئا إيجابيا واحدا ليذكر به أهل السودان والعنصرية ونظرة الدونية هى ممارسة من مصريي اليوم بحق السودانيين وهى من الممارسات التى نها عن فعلها الله سبحانه وتعالى فى آيات كثيرة.
شكرأ جريلا على المرور مرة ثانية

كانوا و ما زالوا و سيظلوا ينظرون إلينا بهذه النظرة الإستعلائية و مازلنا نهرول خلفهم نغني مع الكابلي ( مصر يا أخت بلادي يا شقيقة ) و ألسننا دائماً ( تلوك ) قصيدة البرعي ( مصر المؤمنة ) و هم يصفوننا بالكسل و يسخرون من لوننا بل أصبحنا مادة دسمة للتريقة و السخرية من قبل أعمالهم الدرامية الممجوجة السخيفة ..
الأخ على الله - سلامات و كيفك و الزمان يا اخينا .. بعض الذي ذكره الطهطاوي قد يكون صادقاً فيه و لكن أن يكون معمماً على الجميع بقصيدة تسيء لشعب بأكمله فهذا ما لا يرتضيه كل حر .

تسلم يا على والله الواحد عانى من المصريين حتى على المستوى الشخصى وطبعا لمن ابو الطيب المتنبى هجاهم بقوله
أغاية الدين ان تحفو شواربكم
يا أمة ضحكت من جهلها الامم

ما رضيناها ليهم لكن يبدو ان الجهل هو شيمة المتعالين من البشر دائما فالكفار جهلة مهما بلغوا من العلم الدنيوى لانهم يتعالون ويتكبرون على الله الواحد الأحد وبالتحديد كان التعالى والتكبر هو أكبر ذنب إقترقه المخلوق عندما عصى إبليس أمر ربه ولم يسجد لآدم تكبراً

ويقول البارى جلّ وعلى :
لايسخر قوم’ من قومٍ عسى ان يكونوا خيراً منهم......إلى آخر الأيات وكم هى كثيرة الأيات والاحاديت التى تنهى عن فعل هذه الأشياء والغريب فى الأمر أن رفاعة الطهطاوى قد شب وترعرع فى كنف شيخ الأزهر ولا أدرى ماذا كان سيفعل إذا كانت تربيته فى حوارى شبرا
لله العوض
شكرا يا أخ على للمرور الظريف

هم ما بيعتبرونا بشر زيهم مع كل أسف

شكرآ أخى على الله والأخوة المتداخلين...لنكون أكثر حيادية أخى وأكثر انصافآ فى محاكمتنا هذى يجب
أن نعلم الظروف التى كتب فيها المتهم هذه الأبيات السمجة .... ان الشاعر أخوتى يتأثر شعره بظروفه
الحياتية كما يتأثر سلوكه الشخصى واحساسه بالآخرين... لا ننكر انه لا بد قد عانى من الغربة فى بلادنا... ولاننكر أنه كان شخصآ مميزآ فى وطنه.. فما الذى حدا بالأديب العظيم أن يخرج عن ثوب
الأدب وينهال علينا سبابآ وتجريحآ يصل الى حد القذف...أهى الغطرسة والعنجهية أم هى معاملتنا التى
دفعته لهجونا وسب وطننا وأهله...؟؟ أم هى نتيجة موقف سلبى تعرض له الشاعر فصب علينا جام
غضبه...؟؟ اننا حين نحاكم انسانآ يجب أن نراعى قواعد العدالة فى أن نكفل له فرصة الدفاع عن نفسه
أو أن يوكل من يدافع عنه والحالتين نعلم استحالتهما..لذا يجب أن ينبرى أحدآ للدفاع عن هذا المتهم
الغائب.. ثم تأتى المحاكمة بعد سماع الدفاع والتداول فيها...فمن منكم أخوتى يتصدى للدفاع عن هذا
الرجل شريطة ان يكون على علم ودراية بالشخصية والأسباب التى حدت به الى ان يكتب القصيدة...

ونلتقى

ود كحيل أصله ما عنده شيتاً كعب .. قلنا الحريم قام طوالي نصب نفسه محامي و راعي حقوق المرأة و قال انتو ناس متخلفين .. قلنا الطهطاوي قال أنا ياني بس محامي الدفاع .. اقترح يا ود كحيل تجي الغربة دي تشوف المهازل الحاصلة و تضوق المرة دي هنا شوية عشان تشوف الأمور بمنظور آخر .. يا أخي نحن داخل السودان نتحدث عن العروبة و ندافع عنها أكثر من العرب و ندافع عن قضية فلسطين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم و الشي المؤسف لا أحد يعيرنا أي إهتمام بل يطعنون و يشككون في عروبتنا .. السادة المصريين دائماً ينظرون لنا نظرة استعلاء بل هم من روج في الخليج مقولة أن السودانيين كسلانين - و هم من يسخر من لوننا و بلدنا و يسمونا ( البوابين ) و في نفس الوقت بلادنا الآن مفتوحة على مصراعيها لإستقبال المصريين في كافة المهن و الوظائف بل حتى في مشروع الجزيرة .. في لبنان يتعرض السودانيون هناك للضرب من السلطات و السب و الشتم بعبارات موغلة في العنصرية و لا تنسى أن لبنان هي الدولة التي كانت تقف ضد قرار تسجيل السودان بجامعة الدول العربية من الأساس .. عندك في ليبيا القريبة دي - القذافي له خيمة تقام كل فترة تسمى بالخيمة العربية يلتقي بها كل الجنسيات العربية و يحل مشاكلهم عدا السودانيين بحجة أنهم ليسوا عرباً .. في الخليج كثير من البرامج الدرامية فيها ما فيها من الإساء ة للسودانيين ( كبرنامج طاش ما طاش ) و غيرها و دبلوماسيتنا و اعلامنا و ساستنا و سفاراتنا تغط في نوم عميق .

هذا المقطع من النكات هدية لود كحيل :

الاعزاء على الله والجميع
كتر خيركم كتير خليتونا نمشى نفتش ونقرء الطهطاوى من جديد ورغم انه ازهرى وعالم وباحث كبير إلا أن ابياته هذه تعبر عن العنصرية التمكنة فى الذهن العربى منذ القدم .
المعضلة الكبيرة ليست فى نظرة العرب وتعاليهم علينا وشتيمتهم المتواصلة للون بشرتنا فى الادب والاعلام والحياة اليومية- كما قال سكوتى مُحق - القضية والازمة الحقيقة فى نظرتنا نحن لانفسنا وعدم تصالحنا مع ذاتنا كسودانيين خليط من الافارقة والعرب واجناس اخرى كثيرة .انا ازعم لو لم يجد الطهطاوى فى واقعنا فى ذلك الزمان البعيد ويتاكد بلمس اليد نكرانا الغريب لاصلنا وهويتنا لما تجرء على كتابة هذه القصيدة المستفزة التى تمثل فى نظرى قمة التعالى والاساءة والتجريح .
وعليك الله شوف بلا خجلة ختمها بالقول ...
ولولا البعض من عرب لكانوا سواداً فى سوادٍ فى سواد
تحياتى

الجلسة الأولى.....

محكمة.....